كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصداق - باب التشديد فى المنع من التصوير - ج: 15 - ص: 27

فُضَيلٍ، حدثنا عُمارَةُ بنُ القَعقاعِ، عن أبى زُرعَةَ قال: دَخَلتُ مَعَ أبى هريرةَ -رضى اللَّه عنه- دارَ مَرْوانَ فرأى فيها تَصاويرَ فقالَ: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقولُ (١): "ومَن أظلَمُ مِمَّن ذَهَبَ (٢) يَخلُقُ خَلْقًا كَخَلقِى، فَلْيَخلُقوا ذَرَّةً، أو ليَخلُقوا حَبَّةً، أو ليَخلُقوا شعيرَةً" (٣). رَواه البخارىُّ فى "الصحيح" عن أبى كُرَيبٍ، ورَواه مسلمٌ عن أبى بكرِ ابنِ أبى شَيبَةَ (٤).

١٤٦٨٤ - أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ ومُحَمَّدُ بنُ موسَى بنِ الفَضلِ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يَحيَى بنُ أبى طالِبٍ، أخبرَنا عبدُ الوَهّابِ بنُ عَطاءٍ، أخبرَنا سعيدٌ، عن النَّضرِ بنِ أنَسٍ قال: كُنتُ عِندَ ابنِ عباسٍ -رضى اللَّه عنهما- وهو يُفتِى النّاسَ -لا يُسنِدُ شَيئًا مِن فُتياه إلَى النَّبِىِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إذ جاءَه رَجُلٌ فقالَ: إنِّى مِن أهلِ العِراقِ، وإِنِّى أُصَوِّرُ هذه التَّصاويرَ. فقالَ له ابنُ عباسٍ -رضى اللَّه عنهما-: ادْنُهْ، ادْنُهْ. مَرَّتَينِ أو ثَلاثًا، فدَنا فقالَ: سَمِعتُ محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- يقولُ: "مَن صَوَّرَ صورَةً فى الدُّنيا كُلِّفَ يَومَ القيامَةِ أن يَنفُخَ فيها الرّوحَ ولَيسَ بنافِخٍ" (٥). أخرَجه البُخارىُّ ومُسلِمٌ فى "الصحيح" مِن حديث سعيدِ بنِ أبى عروبَةَ (٦).

---

(١) ضبب عليها فى الأصل، والذى فى المصادر أنه حديث قدسى عن رب العزة تبارك وتعالى.
(٢) فى الأصل: "يذهب".
(٣) ابن أبى شيبة (٢٥٦٠٠). وأخرجه أحمد (٧١٦٦) عن محمد بن فضيل به وزاد طرفًا. وابن حبان (٥٨٥٩) من طريق عمارة به.
(٤) البخارى (٧٥٥٩)، ومسلم (٢١١١/ ١٠١).
(٥) أخرجه أحمد (٢١٦٢)، والنسائى (٥٣٧٣) من طريق سعيد بن أبى عروبة به.
(٦) البخارى (٥٩٦٣)، ومسلم (٢١١٠/ ١٠٠).