للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

التمثالِ (١)، واللَّهُ أعلَمُ.

١٤٧٠٢ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا العباسُ الدُّورِىُّ، حدثنا عَفّانُ، حدثنا حَمّادُ بنُ سلمةَ، حدثنا أبو جَعفَرٍ الخَطْمِىُّ، عن محمدِ بنِ كَعبٍ قال: دُعِىَ عبدُ اللَّهِ بنُ يَزيدَ إلَى طَعامٍ، فلَمّا جاءَ رأى البَيتَ مُنَجَّدًا (٢)، فقَعَدَ خارِجًا وبَكَى. قال: فقيلَ له: ما يُبكيكَ؟ قال: كان رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا شَيَّعَ جَيشًا فبَلَغَ عَقَبَةَ الوَداعِ قال: "أستَودِعُ اللَّهَ دينَكُم وأَماناتِكُم وخَواتيمَ أعمالِكُم". قال: فرأى رَجُلًا ذاتَ يَومٍ قَد رَقَّعَ بُردَةً له بقِطعَةٍ. قال: فاستَقبَلَ مَطلِعَ الشَّمسِ وقالَ هَكَذا، ومَدَّ يَدَيه -ومَدَّ عَفّانُ يَدَيه- وقالَ: "تَطالَعَت عَلَيكُمُ الدُّنيا". ثَلاثَ مَرّاتٍ -أى أقبَلَتْ- حَتَّى ظَنَنّا أن يَقَعَ عَلَينا، ثُمَّ قال: "أنتُمُ اليَومَ خَيرٌ أم إذا غَدَت عَلَيكُم قَصعَةٌ وراحَت أُخرَى، ويَغدو أحَدُكُم فى حُلَّةٍ ويَرُوحُ فى أُخرَى، وتَستُرونَ بُيوتَكُم كما تُستَرُ الكَعبَةُ؟ ". فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ يَزيدَ: أفَلا أبكِى وقَد بَقِيتُ حَتَّى تَستُرونَ بُيوتَكُم كما تُستَرُ الكَعبَةُ (٣)؟

١٤٧٠٣ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو بكرٍ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ العُطارِدِىُّ، حدثنا أبى، حَدَّثَنِى عبدُ الرَّحمَنِ الضَّبِّىُّ، عن القاسِمِ بنِ عُروةَ، عن محمدِ بنِ كَعبٍ


(١) فى س، ص ٨، م: "التماثيل".
(٢) بيت مُنَجَّد: أى مُزَيَّن. الفائق ٣/ ٤٠٨.
(٣) المصنف فى الآداب (٦٩٦). وأخرجه أحمد فى الزهد ص ١٩٧، والنسائى فى الكبرى (١٠٣٤١) عن عفان. وأبو داود (٢٦٠١) من طريق حماد به مختصًرا.