كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الصداق - باب ما يستحب من إجابة من دعاه إلى طعام وإن لم يكن له سبب - ج: 15 - ص: 46

لا تَفضَحْنِى اليَومَ برسولِ (١) اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال: فدَخَلَ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالَ: "ضَعوا بُرْمَتَكُم". قال: فوَضَعوا فيها اللَّحمَ فبَسَقَ فيها وبارَكَ، ثُمَّ قال: "انظُروا خابِزَةً تَخبِزُ لكم". قال: فجَعَلَتِ الخابِزَةُ تَخبِزُ. قال: فقالَ النَّبِىُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ادخُلوا عَشَرَةً عَشَرَةً". قال: فجَعَلَ يَغرِفُ لَهُم فيأكلونَ، حَتَّى أتَى على آخِرِهِم وإِنا لَنَقدَحُ (٢) فى بُرمَتِنا، وإِنَّ عَجينَنا لَيُخبَزُ كما هو، وإِنَّ قِدرَنا لَتَغِطُّ (٣) كما هِىَ (٤).

١٤٧١٣ - أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو العباسِ المَحبوبِىُّ، حدثنا سعيدُ بنُ مَسعودٍ، حدثنا النَّضرُ بنُ شُمَيلٍ، أخبرَنا شُعبَةُ، عن يَزيدَ بنِ خُمَيرٍ قال: سَمِعتُ عبدَ اللَّهِ بنَ بُسرٍ، أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَرَّ بأَبيه وهو على بَغلَةٍ له بَيضاءَ، فأَتاه فأَخَذَ بلِجامِها فقالَ: انزِلْ عَلَىَّ. قال: فنَزَلَ عَلَينا، فأُتِى بتَمرٍ وسَويقٍ، فجَعَلَ يأكُلُ مِنه ثُمَّ يَضَعُ النَّوَى على ظَهرِ السَّبّابَةِ أوِ الوُسطَى أو عَلَيهِما جَميعًا ثُمَّ يَرمِى به. قال: وصَنَعَ له طَعامًا فجَعَلَ يأكُلُ مِنه، ثُمَّ أتاه بقَدَع مِن لَبَنٍ أو سَوِيقٍ فشَرِبَ مِنه، ثُمَّ أعطاه الَّذِى عن يَمينِه، فأَرادَ أن يَسيرَ أو يَرتَحِلَ. فقالَ: ادعُ لَنا. فقالَ: "اللَّهُمَّ بارِكْ لَهُم فيما رَزَقتَهُم واغفِرْ لَهُم وارحَمْهُم" (٥). أخرَجَه مسلمٌ فى "الصحيح" مِن حَديثِ غُندَرٍ وابنِ أبى عَدِىٍّ

---

(١) فى س، م: "من رسول".
(٢) نقدح: نغرف. ينظر مشارق الأنوار ٢/ ١٧٢.
(٣) تغط: تغلى. مشارق الأنوار ٢/ ١٣٣.
(٤) أخرجه أبو عوانة (٦٩٤٢، ٨٣٠٧)، والحاكم ٣/ ٣٠، ٣١ من طريق الدورى به. وأحمد (١٥٠٢٨) من طريق سعيد بن ميناء بنحوه.
(٥) المصنف فى الآداب (٦٠٧). وأخرجه أحمد (١٧٦٨٣)، وأبو داود (٣٧٢٩)، والترمذى (٣٥٧٦)، والنسائى فى الكبرى (١٠١٢٤)، وابن حبان (٥٢٩٧، ٥٢٩٨) من طريق شعبة به.