للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ألَّا أُؤمِنَ بكَ ولا أتَّبِعَكَ، فما زالَتِ السَّنَةُ تُحفينِى والرُّعبُ يُجعَلُ في قَلبِى حَتَّى قُمتُ بَينَ يَدَيكَ، أفَبِاللهِ الَّذِى أرسَلَكَ، أهو الَّذِى أرسَلَك بما تَقولُ؟ قال: "نَعَم". قالَ: وهو أمَرَكَ بما تأمُرُنا؟ قال: "نَعَم". قال: فما تَقولُ في نِسائِنا؟ قال: "هُنَّ حَرْثٌ لَكُم، فَأْتوا حَرثَكُم أنَّى شِئتُم، وأَطعِموهُنَّ مِمّا تأكُلونَ، واكسوهُنَّ مِمّا تَلبَسونَ (١)، ولا تَضرِبوهُنَّ، ولا تُقَبِّحوهُنَّ". قال: فيَنظُرُ أحَدُنا إلَى عَورَةِ أخيه إذا اجتَمَعْنا؟ قال: "لا". قال: فإِذا تَفَرَّقْنا؟ قال: فضَمَّ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إحدَى فخِذَيْه على الأُخرَى ثُمَّ قال: "اللهُ أحَقُّ أن تَستَحيوا (٢) ". قال: وسَمِعتُه يقولُ: "يُحشَرُ النّاسُ يَومَ القيامَةِ عَلَيهِمُ الفِدامُ (٣)، فأَوَّلُ ما يَنطِقُ مِنَ الإنسانِ كَفُّه وفَخِذُه" (٤).

١٤٨٤٢ - أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا يَحيَى بنُ أبى طالِبٍ، أخبرَنا يَزيدُ بنُ هارونَ، أخبرَنا شُعبَةُ، عن أبي قَزَعَةَ، عن حَكيمِ بنِ مُعاويَةَ، عن أبيه، أنَّ رَجُلًا سألَ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ما حَقُّ المَرأَةِ على الزَّوجِ؟ قال: "أن يُطعِمَها إذا طَعِمَ، ويَكسُوَها إذا اكتَسَى، ولا


(١) في م: "تكسون".
(٢) بعده في س، ص ٨، م: "منه".
(٣) الفِدام: ما يشد على فم الإبريق والكوز من خِرقة لتصفية الشراب الذي فيه؛ أي أنهم يُمنعون الكلامَ بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم، فشبه ذلك بالفدام. النهاية ٣/ ٤٢١، وينظر العين ٨/ ٥٤.
(٤) المصنف في الدلائل ٥/ ٣٧٨. وأخرجه النسائي في الكبرى (٩١٥١)، والطبراني في الأوسط (١٦٥٨) من طريق سفيان بن حسين به.