للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٥٠٥٨ - ورُوِىَ نُزولُ الآيَةِ فيه عن هِشامِ بنِ عُروةَ عن أبيه عن عائشةَ - رضي الله عنها -. أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ وأبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا مالكٌ، عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه قال (١): كان الرَّجُلُ إذا طَلَّقَ امرأتَه ثُمَّ ارتَجَعَها قَبلَ أن تَنقَضِىَ عِدَّتُها كان ذَلِكَ له وإِن طَلَّقَها ألفَ مَرَّةٍ، فعَمَدَ رَجُلٌ إلَى امرأةٍ له فطَلَّقَها، ثُمَّ أمهَلَها حَتَّى إذا شارَفَتِ انقِضاءَ عِدَّتِها ارتَجَعَها، ثُمَّ طَلَّقَها وقالَ: واللهِ لا أُؤويكِ إلَىَّ ولا تَحِلّينَ أبَدًا. فأَنزَلَ اللهُ تَبارَكَ وتَعالَى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}. فاستَقبَلَ النّاسُ الطَّلاقَ جَديدًا مِن يَومِئذٍ، مَن كان مِنهُم طَلَّقَ أو لَم يُطَلِّقْ (٢). هَذا مُرسَلٌ، وهو الصَّحيحُ، قالَه البخاريُّ وغَيرُه (٣).

١٥٠٥٩ - أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ، أخبرَنا بشرُ بنُ موسَى، حدثنا الحُمَيدِىُّ، حدثنا سفيانُ، حدثنا الزُّهرِىُّ، أخبرَنِى عُروةُ، عن عائشةَ - رضي الله عنها - أنَّه سَمِعَها تَقولُ: جاءَتِ امرأةُ رِفاعَةَ القُرَظِىِّ إلَى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقالَت: يا رسولَ اللهِ، إنِّي كُنتُ عِندَ رِفاعَةَ القُرَظِىِّ فطَلَّقَنِى فبَتَّ طَلاقِى، فتَزَوَّجتُ بَعدَه عبدَ الرَّحمَنِ بنَ الزَّبيرِ، وإِنَّما مَعَه مِثلُ هُدبَةِ الثَّوبِ (٤). فتَبَسَّمَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وقالَ: "تُريدينَ أن تَرجِعِى إلَى رِفاعَةَ؟ لا،


(١) في س، ص ٨: "عن عائشة قالت".
(٢) المصنف في المعرفة (٤٤٢٥)، والشافعي ٥/ ٢٤٢، ومالك ٢/ ٥٨٨.
(٣) ذكره الترمذي في العلل عقب (٣٠٥) عن البخاري.
(٤) هدبة الثوب: طرفه وما لان منه وتفرق. وفيه إشارة إلى ضعفه عن الجماع. تفسير غريب ما في =