كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الظهار - باب المظاهر الذى تلزمه الكفارة - ج: 15 - ص: 398

١٥٣٤٨ - أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ بشرانَ ببَغدادَ، حدثنا أبو جَعفَرٍ محمدُ ابنُ عمرٍو الرزّازُ، حدثنا يَحيىَ بنُ جَعفَرٍ، أخبرَنا عليُّ بنُ عاصِمٍ، حدثنا داودُ ابنُ أبى هِندٍ، حَدَّثَنى أبو العاليَةِ الرِّياحِيُّ قال: كانَت خَولَةُ بنتُ دُلَيجٍ تَحتَ رَجُلٍ مِنَ الأنصارِ، وكانَ سَيِّئ الخُلُقِ ضَريرَ البَصرِ فقيرًا، وكانَتِ الجاهِليَّةُ إذا أرادَ الرَّجُلُ أن يُفارِقَ امرأتَه قال: أنتِ عليَّ كَظَهرِ أُمِّى. فنازَعَته في بَعضِ الشَّئِ فقالَ: أنتِ عليَّ كَظَهرِ أُمِّى. وكانَ له عَيِّلٌ أو عَيِّلانِ، فلَمّا سَمِعَته يقولُ ما قال احتَمَلَت صِبيانَها فانطَلَقَت تَسعَى إلَى رسولِ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم-، فوافَقَته عِندَ عائشةَ أُمِّ المُؤمِنينَ -رضي الله عنها- في بَيتِها، وإِذا عائشَةُ تَغسِلُ شِقَّ رأسِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فقامَت عَلَيه ثُمَّ قالَت: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّ زَوجَها فقير ضَريرُ البَصرِ سَيِّئُ الخُلُقِ، وإِنِّى نازَعتُه في شَئٍ فقالَ: أنتِ عليَّ كَظَهرِ أُمِّى. ولَم يُرِدِ الطَلاقَ. فرَفَعَ النَّبِيُّ -صلي الله عليه وسلم- رأسَه فقالَ: "ما أعلَمُ إلا قَد حَرُمتِ عَلَيه". قال: فاستَكانَت وقالَت: أشتَكِى إلَى اللَّهِ ما نَزَلَ بي وبِصِبيَتِى. قال: وتَحَوَّلَت عائشَةُ تَغسِلُ شِقَّ رأسِه الآخَرَ، فتَحَوَّلَت مَعَها فقالَت مِثلَ ذَلِكَ، قالَت: ولِى مِنه عَيِّلٌ أو عَيِّلانِ. فرَفَعَ النَّبِيُّ -صلي الله عليه وسلم- رأسَه إلَيها فقالَ: "ما أعلَمُ إلا قَد حَرُمتِ عَلَيه". فبَكَت وقالَت: أشتَكِى إلى اللهِ ما نَزَل بى وبِصِبيَتِى. وتَغَيَّرَ وجهُ رسولِ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم-، فقالَت عائشَةُ -رضي الله عنها-: وراءَكِ. فتَنَحَّت، ومَكَثَ رسولُ اللَّهِ -صلي الله عليه وسلم- ما شاءَ اللَّهُ ثُمَّ انقَطَعَ الوَحيُ فقالَ: "يا عائشَةُ أينَ المَرأَةُ؟ ". قالَت: ها هِىَ هذه. قال: "ادعيها". فدَعَتها فقالَ النَّبِيُّ -صلي الله عليه وسلم-: "اذهَبِى فجيئى بزَوجِكِ". قال: فانطَلَقَت تَسعَى، فلَم تَلبَثْ أن جاءَت به فأَدخَلَته على النَّبِىِّ -صلي الله عليه وسلم-، فإِذا هو كما