للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كَفارَةٍ إلَّا مُؤمِنَةً، كما شَرَطَ اللهُ العَدلَ في الشَّهادَةِ في مَوضِعَينِ، وأَطلَقَ الشُّهودَ في ثَلاثَةِ مَواضِعَ، فلَمّا كانَت شَهادَةً كُلُّها استَدلَلْنا على أنَّ ما أَطلَقَ مِنَ الشَهاداتِ -إن شاءَ اللَّهُ- على مِثلِ مَعنَى ما شَرَطَ. قال: وإِنَّما رَدَّ اللهُ أموالَ المُسلِمينَ على المُسلِمينَ لا على المُشرِكينَ. قال: وأُحِبُّ له ألَّا يُعتِقَ إلا بالِغَةً مُؤمِنَة، وإن كانَت أعجَميَّةً فوَصَفَتِ الإسلامَ أجزأته (١).

١٥٣٥٨ - أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا مالكٌ، عن هِلالِ بنِ أُسامَةَ، عن عَطاءِ بنِ يَسارٍ، عن عُمَرَ بنِ الحَكَمِ أنَّه قال: أتَيتُ رسولَ اللهِ -صلي الله عليه وسلم- فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ جاريَةً لي كانَت تَرعَى غَنَمًا لِى، فجِئتُها وقَد فقَدَت شاة مِنَ الغَنَمِ، فسألتُها عَنها، فقالَت: أكَلَها الذِّئبُ. فأَسِفتُ عَلَيها -وكُنتُ مِن بَنِى آدَمَ- فلَطَمتُ وجهَها، وعَلَيَّ رَقَبَةٌ أفأُعتِقُها؟ فقالَ لَها رسولُ اللهِ -صلي الله عليه وسلم-: "أينَ اللهُ؟ ". فقالَت: في السَّماءِ. فقالَ: "مَن أنا؟ ". فقالَت: أنتَ رسولُ اللهِ. فقالَ: "فأَعتِقْها". فقالَ عُمَرُ بنُ الحَكَمِ: يارسولَ اللهِ، أشياءُ كُنا نَصنَعُها في الجاهِليَّةِ؛ كُنا نأتِي الكُهّانَ. فقالَ النَّبِيُّ -صلي الله عليه وسلم-: "لا تأتوا الكُهّانَ". فقالَ عُمَرُ: وكُنّا نَتَطَيَّرُ. فقالَ: "إنَّما ذَلِكَ شَئٌ يَجِدُه أحَدُكُم في نَفسِه فلا يَضُرَّنكُم" (٢).

قال الشَّافِعِيُّ: اسمُ الرَّجُلِ مُعاويَةُ بنُ الحَكَمِ، كَذلك رَوَى الزُّهرِىُّ


(١) المصنف في المعرفة (٤٥٣٥)، والأم ٥/ ٢٨٠.
(٢) المصنف في المعرفة (٤٥٣٦)، والشافعى ٥/ ٢٨٠، ومالك ٢/ ٧٧٦، ومن طريقه النسائى في الكبرى (٧٧٥٦، ١١٤٦٥).