"صَدَقَ". ونَقَلَها إلَى ابنِ أُمِّ مَكتومٍ، فأَنكَرَ النَّاسُ عَلَيها ما كانَت تُحَدِّثُ مِن خُروجِها قَبلَ أن تَحِلَّ (١).
١٥٨١٤ - أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ ومُحَمَّدُ بنُ يَعقوبَ ومُحَمَّدُ بنُ إبراهيمَ بنِ الفَضلِ قالوا: حَدَّثَنَا أحمدُ بنُ سلمةَ، حَدَّثَنَا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ ومُحَمَّدُ بنُ رافِعٍ، قال إسحاقُ: أخبرَنا. وقالَ ابنُ رافِعٍ واللَّفظُ له: حَدَّثَنَا عبدُ الرَّزاقِ، أخبرَنا مَعمَر، عن الزُّهرِيِّ، عن عُبَيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتبَةَ، أنَّ أبا عمرِو ابنَ حَفصِ بنِ المُغيرَةِ خَرَجَ مَعَ عليٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- إلَى اليَمَنِ، فأَرسَلَ إلَى امرأتِه فاطِمَةَ بنتِ قَيسٍ بتَطليقَةٍ كانَت بَقِيَت مِن طَلاقِها، وأَمَرَ لَها الحارِثُ بنُ هِشامٍ وعَيَّاشُ بنُ أبى رَبيعَةَ بنَفَقَةٍ قالا: واللهِ ما لَكِ مِن نَفَقَةٍ إلَّا أن تَكُونِي حامِلًا. فأَتَتِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فذَكَرَت له قَولَهُما، فقالَ: "لا نَفَقَةَ لَكِ". واستأذَنَته في الانتِقالِ فأَذِنَ لَها، فقالَت: أينَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: "إلَى ابنِ أُمِّ مَكتومٍ". وكانَ أعمَي، تَضَعُ ثيابَها عِندَه ولا يَراها، فلَمَّا مَضَت عِدَّتُها أنكَحَها النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- أُسامَةَ بنَ زَيدٍ، فأَرسَلَ إلَيها مَروانُ قَبيصَةَ بنَ ذُؤَيبٍ يَسأَلُها عن هَذا الحديثِ، فحَدَّثَته به فقالَ مَروانُ: لَم نَسمَعْ بهَذا الحديثِ إلَّا مِنِ امرأةٍ، سَنأخُذُ بالعِصمَةِ التى وجَدنا النَّاسَ عَلَيها. فقالَت فاطِمَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- حينَ بَلَغَها قَولُ مَروانَ: بَينِى وبَينَكُمُ القُرآنُ، قال اللهُ جلَّ وعزَّ: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ
(١) أخرجه أحمد (٢٧٣٤١)، ومسلم (١٤٨٠/ عقب ٤٠)، وأبو داود (٢٢٨٩)، والنسائى (٣٥٤٨)، وابن حبان (٤٢٨٩) من طريق الليث به.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute