كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب النفقات - باب شبه العمد - ج: 16 - ص: 223

١٦٠٩٤ - أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ وأبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ وأبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو قالوا: حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِيُّ، أخبرَنا ابنُ عُيَينَةَ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن طاوُسٍ، عن النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "مَن قُتِلَ في عِمّيَّةِ (١) في رِمّيَّا (٢) تَكونُ بَينَهُم بحِجارَةٍ، أو جَلدٍ بالسَّوطِ، أو ضَربِ بعَصًا، فهو خَطأٌ عَقلُه عَقلُ الخَطأَ، ومَن قُتِلَ عَمدًا فهو قَوَدُ يَدِه، فمَن حالَ دونَه فعَلَيه لَعنَةُ الله وغَضَبُه، لا يُقبَلُ مِنه صَرفٌ ولا عَدلٌ" (٣). هذا مُرسَلٌ.

١٦٠٩٥ - وقَد أخبرَنا أبو عليٍّ الرّوذْباريُّ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا عباسُ بنُ محمدٍ الدُّورِىُّ، حدثنا سعيدُ بنُ سُلَيمانَ، حدثنا سُلَيمانُ بنُ كَثيرٍ، حدثنا عمرُو بنُ دينارٍ، عن طاوُسٍ، عن ابنِ عباسٍ قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قُتِلَ في عِمّيَّا أو رِمّيَّا تَكونُ بَينَهُم بحَجَرٍ أو بعَصًا، فعَقلُه عَقلُ خَطأ، ومَن قُتِلَ عَمدًا فقَوَدُ يَدَيه، فمَن حالَ بَينَه وبَينَه فعَلَيه لَعنَةُ اللَّهِ والمَلائكَةِ والنّاسِ أجمَعينَ، لا يُقبَلُ مِنه صَرفٌ ولا عَدلٌ" (٤).

---

(١) عمية: من العماء، أي الضلالة، كالقتال في العصبية والأهواء. وحكى بعضهم فيها ضم العين. النهاية ٣/ ٣٠٤.
(٢) الرميا: من الرمى، وهو مصدر يراد به المبالغة. النهاية ٢/ ٢٦٩.
(٣) المصنف في المعرفة (٤٨٣٦)، والشافعي ٧/ ٣٣٠. وأخرجه أبو داود (٤٥٣٩) من طريق سفيان به. وقال الألباني في صحيح أبي داود (٣٨٠٣): صحيح بما بعده.
(٤) المصنف في الصغرى (٣٠١٤). وأخرجه أبو داود (٤٥٩١)، والنسائي (٤٨٠٣)، وابن ماجه (٢٦٣٥) من طريق سعيد بن سليمان به. وتقدم في (١٥٩٨٢). وصححه الألباني في صحيح أبى داود (٣٨٠٤).