للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عبدُ اللهِ بن جَعفَرٍ الأصبَهانِيُّ، حدثنا يونُسُ بن حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا حَمّادُ بن سلمةَ وقَيسُ بن الرَّبيعِ وأبو عَوانَةَ كُلُّهُم، عن سِماكِ بنِ حَربٍ، عن حَنَشِ بنِ المُعتَمِرِ الكِنانِيِّ قال: حدثنا عليُّ بن أبي طالِب - رضي الله عنه - قال: لَمّا بَعَثَنِي رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَى اليَمَنِ حَفَرَ قَومٌ زُبيَةً (١) لِلأسَد، فازدَحَمَ النّاسُ على الزُّبيَة، ووَقَعَ فيها الأسَدُ فوَقَعَ فيها رَجُلٌ، وتَعَلَّقَ برَجُلٍ وتَعَلَّقَ الآخَرُ بالآخَرَ حَتَّى صاروا أربَعَةً، فجَرَحَهُمُ الأسَدُ فيها فهَلَكوا، وحَمَلَ القَومُ السِّلاحَ فكادَ أن يَكونَ بَينَهُم قِتالٌ. قال: فأتَيتُهُم فقُلتُ: أتَقتُلونَ مِائَتَي رَجُلٍ مِن أجلِ أربَعَةِ أُناس، تَعالَ أقضِ بَينَكُم بقَضاءٍ، فإِن رَضيتُموه فهو قَضاءٌ بَينَكُم، وإِن أبَيتُم رُفِعتُم إلَى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وهو أحَقُّ بالقَضاءِ. قال: فجَعَلَ لِلأوَّلِ رُبُعَ الدّيَة، وجَعَلَ لِلثّانِي ثُلُثَ الدّيَة، وجَعَلَ لِلثّالِثِ نِصفَ الدّيَةِ وجَعَلَ لِلرّابِع الدّيَةَ، وجَعَلَ الدّياتِ على مَن حَضَرَ الزُّبيَةَ على القَبائلِ الأربَعَة، فسَخِطَ بَعضُهُم ورَضِيَ بَعضهُم، ثُمَّ قَدِموا على رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقَصّوا عَلَيه القِصَّةَ، فقالَ: "أنا أقضِي بَينَكُم". فقالَ قائلٌ: فإِنَّ عَليًّا - رضي الله عنه - قَد قَضَى بَينَنا. فأخبَرَه بما قَضَى عليٌّ - رضي الله عنه -، فقالَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "القَضاءُ كما قضى (٢) عليٌّ". قال هذا حَمّادٌ، وقالَ قَيسٌ: فأمضَى رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَضاءَ عليٍّ - صلى الله عليه وسلم - (٣).


(١) الزبية: حفيرة تحفر للأسد والصيد، ويغطى رأسها بما يسترها ليقع فيها. ينظر غريب الحديث لأبى عبيد ٣/ ٣٢٤.
(٢) في الأصل: "يقضى".
(٣) الطيالسي (١١٦). وأخرجه أحمد (١٠٦٣، ١٣١٠) من طريق حماد به.