للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أعِنِّي (١) بعِقالٍ أشُدُّ به عُروةَ جوالقِي؛ لا تَنفِرُ الإبِلُ. فأعطَيتُه عِقالَه. قال: فحَذَفَه بعَصًا كان فيها أجَلُه، فمَرَّ به رَجُلٌ مِن أهلِ اليَمَنِ قال: أتَشهَدُ المَوسِمَ؟ قال: لا أشهَدُ، ورُبَّما شَهِدتُ. قال: هَل أنتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي رِسالَةً مَرَّةً مِنَ الدَّهرِ؟ قال: نَعَم. قال: فكَتَبَ: إذا أنتَ شَهِدتَ المَوسِمَ فنادِ: يا لَقُرَيشٍ (٢). فإِذا أجابوكَ فنادِ: يا لَبَنِي هاشِمٍ. فإِذا أجابوكَ فسَل عن أبي طالِبٍ، فأخبِرْه أن فُلانًا قَتَلَنِي في عِقالٍ. قال: وماتَ المُستأجَرُ، فلَمّا قَدِمَ الَّذِي استأجَرَه أتاه أبو طالِبٍ فقالَ: ما فعَلَ صاحِبُنا؟ قال: مَرِضَ فأحسَنتُ القيامَ عَلَيه، ثُمَّ ماتَ فوَلِيتُ دَفنَه. فقالَ: كان أهلَ ذاكَ مِنكَ. فمَكَثَ حينًا، ثُمَّ إنَّ الرَّجُلَ اليَمانِيَ الَّذِي كان أوصَى إلَيه أن يُبَلِّغَ عنه وافَى المَوسِمَ فقالَ: يا لِقرَيشٍ. قالوا: هذه قُرَيشٌ. قال: يا لبنِي هاشِمٍ. قالوا: هذه بَنو هاشِمٍ. قال: أينَ أبو طالِبٍ. قالوا: هذا أبو طالِبٍ. قال: أمَرَنِي فُلانٌ أن أُبَلِّغَكَ رِسالَةً أن فُلانًا قَتَلَه في عِقالٍ. فأتاه أبو طالِبٍ فقالَ: اختَرْ مِنَّا إحدَى ثَلاثٍ؛ إن شِئتَ أن تُؤَدِّيَ مِائَةً مِنَ الإبِلِ؛ فإِنَّكَ قَتَلتَ صاحِبَنا بخَطأٍ، وإِن شِئتَ حَلَفَ خَمسونَ مِن قَومِكَ أنَّكَ لَم تَقتُلْه، فإِن أبَيتَ قَتَلناكَ به. قال: فأتَى قَومَه فذَكَرَ ذَلِكَ لَهُم فقالوا: نَحلِفُ. فأتَتِ امرأةٌ مِن بَنِي هاشِمٍ كانَت تَحتَ رَجُلٍ مِنهُم قَد ولَدَت له فقالَت: يا أبا طالِبٍ، أُحِبُّ أن تُجيزَ ابنِي هذا برَجُلٍ مِنَ الخَمسينَ، ولا


(١) في الأصل: "أغثني". وكتب فوقه: "ص".
(٢) في س، ص ٨، م، والبخاري: "يا آل قريش". وقال ابن حجر في الفتح ٧/ ١٥٧: بإثبات الهمزة، وبحذفها على الاستغاثة.