للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشّافِعِيُّ: إن كان هذا يَثبُتُ فأحسِبُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، واللهُ أعلمُ، أعطَى مَن أعطَى مِنهُم مُتَطَوَّعًا، وأعلَمَهُم أنَّه بَرِيءٌ مِن كُلِّ مسلمٍ مَعَ مُشرِكٍ - واللهُ أعلمُ - في دارِ شِركٍ؛ ليُعلِمَهُم أن لا ديَاتٍ لَهُم ولا قَوَدَ (١).

قال الشيخُ الفَقيهُ رَحِمَه اللهُ: وقَد رُوِيَ هذا مَوصولًا:

١٦٥٤٩ - أخبرَنا أبو الحُسَينِ عليُّ بن محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ بِشْرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بن عمرٍو الرزازُ، حدثنا أحمدُ بن عبد الجَبّار، حدثنا أبو مُعاويَةَ، عن إسماعيلَ بنِ أبي خالِدٍ، عن قَيسِ بنِ أبي حازِمٍ، عن جَريرٍ قال: بَعَثَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَريَّةً إلَى خَثعَمَ فاعتَصَمَ ناسٌ بالسُّجودِ فأسرَعَ فيهِمُ القَتلُ، فبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فأمَرَهُم (٢) بنِصفِ العَقلِ وقالَ: "أنا بَرِئٌ مِن كُلِّ مسلمٍ مُقيمٍ بَينَ أظهُرِ المُشرِكينَ". قالوا: يا رسولَ اللهِ ولِمَ؟ قال: "لا تَرايا ناراهُما" (٣).


= اللغة قال: معناه: لا يتسم المسلم بسمة المشرك ولا يتشبه به في هديه وشكله ... معالم السنن ٢/ ٢٧٢. وينظر غريب الحديث لأبي عبيد ٢/ ٨٨، والنهاية ٢/ ١٧٧.
والحديث عند المصنف في المعرفة (٤٩٨٨). والشافعي ٤/ ٢٤٦، ٦/ ٣٥. وأخرجه الترمذي (١٦٠٥)، والنسائي (٤٧٩٤) من طريق إسماعيل به. وقال الترمذي: هذا أصح (يعنى مرسلًا). وقال الذهبي ٦/ ٣٢٢٣: أكثر أصحاب إسماعيل رووه مرسلًا، ورواه أبو داود من حديث أبي معاوية وعبدة متصلًا. قال البخاري: الصحيح مرسل. ا. هـ. وينظر سنن الترمذي عقب (١٦٠٥).
(١) المصنف في المعرفة عقب (٤٩٨٨)، والأم ٦/ ٣٥.
(٢) كذا في النسخ، والمهذب ٦/ ٣٢٢٢. وفي مصادر التخريج: "فأمر لهم". وسيأتي كذلك في (١٨٤٦٤).
(٣) المصنف في الصغرى (٣١٨٣). وأخرجه أبو داود (٢٦٤٥)، والترمذي (١٦٠٤) من طريق أبي معاوية به. وسيأتي في (١٨٤٦٤). وصححه الألباني في صحيح أبي داود (٥٦٦) دون جملة العقل.