للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حدثنا أبو الأسوَدِ، عن عُروةَ، في قِصَّةِ أُحُدٍ وما أَصابَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في وجهِه قال: وسَعَى عليُّ بنُ أبي طالِبٍ إلى المِهراسِ (١)، فأَتَى بماءٍ في مِجَنَّةٍ، فأَرادَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أن يَشرَبَ مِنه، فوَجَدَ له ريحًا، فقالَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هذا ماءٌ آجِنٌ" (٢). فتَمَضمَضَ مِنه، وغَسَلَت فاطِمَةُ عن أَبيها الدَّمَ (٣).

١٢٨٤ - وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ قال: حدَّثَنى مَن لا أَتَّهِمُ، عن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ كَعبِ بنِ مالكٍ قال: فلَمّا انتَهَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى فمِ الشِّعبِ خَرَجَ عليُّ بنُ أبي طالِبٍ حَتَّى مَلأ دَرَقَتَه (٤) مِنَ المِهراسِ، ثم جاءَ به إلى رسولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - ليَشرَبَ مِنه، فوَجَدَ له ريحًا فعافَه فلَم يَشرَبْ مِنه، وغَسَلَ عن وجهِه الدَّمَ، وصَبَّ على رأسِه وهو يقولُ: "اشتَدَّ غَضَبُ اللهِ على مَن دَمَّى وجهَ نَبيِّه - صلى الله عليه وسلم -".

هَكَذا رواه يونُسُ بنُ بُكَيرٍ عن محمدِ بنِ إِسحاقَ. ورواه إِسحاقُ بنُ إبراهيمَ الحَنظَلِىُّ عن وهبِ بنِ جَريرٍ عن أبيه عن ابنِ إسحاقَ عن يَحيَى بنِ عَبّادِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ عن عبدِ اللَّه بنِ الزُّبَيرِ عن أَبيهِ (٥). وهو إِسنادٌ مَوصولٌ.


(١) المهراس: هو ماء بأحد في الشعب بالقرب من مشهد حمزة. والمهراس حجر منقور مستطيل يوضع به الماء يُتوضأ منه. غريب الحديث لابن الجوزى ٢/ ٤٩٦، والمعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية ص ٣٠٧، وينظر ما تقدم عقب (٢١٧).
(٢) الماء الآجن: المتغير الطعم واللون. النهاية ١/ ٢٦.
(٣) المصنف في دلائل النبوة ٣/ ٢٨٢، ٢٨٣.
(٤) الدرقة: الترس من جلد بلا خشب ولا عقب. ينظر القاموس المحيط ٣/ ١٢٢، ٢٢٣ (ح ج ف، د رق).
(٥) إسحاق بن راهويه، كما في الإتحاف للبوصيرى (٦٢٤٦) وصحح البوصيرى إسناده.