للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يونُسُ بن حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا شُعبَةُ، عن سلمةَ بنِ كُهَيلٍ قال: سَمِعتُ عيسَى بنَ عاصِمٍ، عن زِرِّ بنِ حُبَيشٍ، عن عبد اللهِ بنِ مَسعودٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. وفِي رِوايَةِ شُعبَةَ: عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "الطِّيَرَةُ شِركٌ، وما مِنَّا إلَّا، ولَكِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُذهِبُه بالتَّوَكُّلِ" (١).

١٦٥٩٦ - أخبرَنا أبو الحُسَينِ عليُّ بن محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ بِشْرانَ ببَغدادَ، أخبرَنا إسماعيلُ بن محمدٍ الصَّفّارُ، حدثنا أحمدُ بن مَنصورٍ، حدثنا عبدُ الرَّزاق، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن الزُّهرِيِّ، عن عُبَيدِ اللهِ بنِ عبد اللهِ بنِ عُتبَةَ، عن أبي هريرةَ: سَمِعتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "لا طِيَرَةَ، وخَيرُها الفألُ". قيلَ: يا رسولَ الله، وما الفألُ؟ قال: "الكلِمَةُ الصّالِحَةُ يَسمَعُها أحَدُكُم" (٢). رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن عبدٍ عن عبد الرَّزّاق، وأخرَجَه البخاريُّ مِن


(١) الطيالسي (٣٥٤). وأخرجه أحمد (٣٦٨٧)، وأبو داود (٣٩١٠)، والترمذي (١٦١٤)، وابن ماجه (٣٥٣٨)، وابن حبان (٦١٢٢) من طريق الثورى به. وقال الترمذي: حسن صحيح.
قال الخطابي في معالم السنن ٤/ ٢٣٢: وقوله: "وما منا إلا". معناه: إلا من يعتريه التطير وسبق إلى قلبه الكراهة فيه، فحذف اختصارًا للكلام واعتمادًا على فهم السامع. وقال الترمذي: قال محمد يعني البخاري: وكان سليمان بن حرب ينكر هذا الحديث أن يكون عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذا الحرف: "ما منا". وكان يقول: هذا كأنه عن عبد الله بن مسعود قوله. علل الترمذي ص (٢٦٦)، ومثله في السنن عقب (١٦١٤). وتال ابن حجر في الفتح ١٠/ ٢١٣: هو من كلام ابن مسعود أدرج في الخبر ... لكن قال ابن القطان: كل كلام مسوق في السياق لا ينبغى أن يقبل ممن يقول: إنه مدرج. إلا أن يجئ بحجة، وهذا الباب معروف عند المحدثين، وقد وضعت فيه كتب ... ينظر بيان الوهم والإيهام في كتاب الأحكام ٥/ ٣٨٧.
(٢) المصنف في الآداب (٤٦٦)، وعبد الرزاق (١٩٥٠٣)، ومن طريقه أحمد (٧٦١٨)، وابن حبان (٦١٢٤).