للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حَدَّثَنَا يَعقوبُ بن سُفيانَ، حَدَّثَنَا زَيدُ بن المُبارَكِ الصَّنعانِيُّ وعيسَى بن محمدٍ المَروَزِيُّ قالا: حَدَّثَنَا محمدُ بن حَسَنٍ (١) الصَّنعانِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيمانُ بن وهبٍ، عن النُّعمانِ بنِ بُزُرْجَ (٢) قال: خَرَجَ أسوَدُ الكَذَّابُ وكانَ رَجُلًا مِن بَنِي عَنْسٍ، وكانَ مَعَه شَيطانانِ يُقالُ لأحَدِهِما: سُحَيقٌ. والآخَرِ: شُقَيقٌ. وكانا يُخبِرانِه بكُلِّ شَئٍ يَحدُثُ مِن أمرِ النَّاس، فسارَ الأسوَدُ حَتَّى أخَذَ ذِمارَ (٣). فذَكَرَ قِصَّةً في شأْنِه وتَزَوُّجِه بالمَرزُبانَةِ امرأةِ باذانَ، وأنَّها سَقَته خَمرًا صِرفًا حَتَّى سَكِرَ فدَخَلَ في فِراشِ باذانَ، وكانَ مِن ريشٍ فانقَلَبَ عَلَيه الفِراشُ، ودَخَلَ فيروزُ وخُرَّزاذُ بن بُزُرْجَ (٤) فأشارَت إلَيهِما المَرأةُ أنَّه في الفِراش، وتَناوَلَ فيروزُ برأسِه ولِحيَتِه فعَصَرَ عُنُقَه فدَقَّها، وطَعَنَه ابنُ بُزُرجَ (٤) بالخَنجَرِ فشَقَّه مِن تَرْقُوَتِه إلَى عانَتِه، ثُمَّ احتَزَّ رأسَه، وخَرَجوا وأخرَجوا المَرأةَ مَعَهُم وما أحَبُّوا مِن مَتاعِ البَيتِ. ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّة أُخرَى وفيها قُدومُ فيروزَ على أميرِ المُؤمِنينَ عُمَرَ بنِ الخطابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -، وَإِنَّه قال لِفَيروزَ: كَيفَ قَتَلتَ الكَذَّابَ؟ قال: اللهُ قتلَه يا أميرَ المُؤمِنينَ. قال: نَعَم، ولَكِن أخبِرْنِي. فَقَصَّ عَلَيه القِصَّةَ، ورَجَعَ فيروزُ إلَى اليَمَنِ (٥).


(١) في م: "الحسن".
(٢) في الأصل: "بززج"، وفي ص ٨: "بزرخ". وينظر القاموس ١/ ١٧٨ (بزرج)، والإصابة ١١/ ٧٧، ١٦٤.
(٣) ذمار: مدينة بجنوب اليمن لا زالت قائمة بين مأرب وعدن، ويصلها طريق بكل منهما، وهي من بلاد عنس بن مذحج إلى اليوم. المعالم الجغرافية ص ١٣٢.
(٤) في الأصل: "بززج"، ص ٨: "برزج".
(٥) المصنّف في الدلائل ٥/ ٣٣٥، ٣٣٦. وأخرجه ابن عساكر ٤٩/ ١٠ - ١٦ من طريق أبي الحسين به مطولًا.