للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. وقالَ: "إذا تَواجَهَ المُسلِمانِ بسَيفَيهِما". وقالَ: فما بالُ المَقتولِ؟ قال: "إنَّه أرادَ قَتلَ صاحِبِهِ" (١). رَواه مُسلِمٌ في "الصحيح" عن أبي كامِلٍ (٢).

ومَن يُقاتِلُ أهلَ البَغي لا يُريدُ قَتلَهُم ولا يَقصِدُه، إنَّما يُريدُ حَملَ أهلِ الامتِناعِ مِن حُكمِ الإمامِ على الطّاعَة، أو دَفعَهُم عن المُزاحَمَةِ والمُنازَعَة، فإِن أتَى القِتالُ على نَفسٍ فلا عَقلَ ولا قَوَدَ بأنّا أبَحنا قِتالَها كما أبَحنا قِتالَ مَن قَصَدَ مالَه أو حَريمَه أو نَفسَه دَفعًا، فإِن أتَى القِتالُ على نَفسِه فلا عَقلَ ولا قَوَدَ بأنّا أبَحنا قِتالَه. واللهُ أعلَمُ.

١٦٨٧٧ - أخبرَنا أبو عمرٍو الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، أخبرَنِي الحَسَنُ بن سُفيانَ، حدثنا محمدُ بن المُثَنَّى، حدثنا الوَليدُ بن مسلمٍ، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بن يَزيدَ بنِ جابِرٍ، حَدَّثَنِي بُسرُ بن عُبَيدِ اللهِ الحَضْرَمِيُّ أنَّه سَمِعَ أبا إدريسَ الخَوْلانِيَّ يقولُ: سَمِعتُ حُذَيفَةَ بنَ اليَمانِ يقولُ: كان النّاسُ يَسألونَ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عن الخَير، وكُنتُ أسألُه عن الشَّرِّ مَخافَةَ أن يُدرِكَنِي، فقُلتُ: يا رسولَ الله، إنّا كُنّا في جاهِليَّةٍ وشَرٍّ، فجاءَنا اللهُ بهَذا الخَير، فهَل بعدَ هذا الخَيرِ شَرٌّ؟ قال: "نَعَم". فقُلتُ: هَل بعدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِن خَيرٍ؟ قال: "نَعَم، وفيه دَخَنٌ". قُلتُ: ومما دَخَنُهُ؟ قال: "قَومٌ يَستَنُّونَ بغَيرِ سُنَّتِي، ويَهدُونَ بغَيرِ هَديِي، تَعرِفُ مِنهُم وتُنكِرُ". فقُلتُ: هَل بعدَ ذَلِكَ الخَيرِ مِن شَرٍّ؟ قال: "نَعَم؛


(١) أخرجه أبو داود (٤٢٦٨) عن أبي كامل به.
(٢) مسلم (٢٨٨٨/ ١٤).