١٦٩٠٤ - أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عمرٍو عثمانُ بن أحمدَ بنُ السَّمّاك، حدثنا عبدُ الرَّحمَنِ بن محمدٍ الحارِثيُّ، حدثنا يَحيَى بن سعيدٍ القَطّانُ (ح) وأخبرَنا أبو علي الحُسَينُ بن محمدٍ الرُّوذْباريُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بن بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا أحمدُ بن حَنبَلٍ ومُسَدَّدٌ قالا: حدثنا يَحيَى بن سعيدٍ - قال مُسَدَّدٌ: حدثنا قُرَّةُ بن خالِدٍ - حدثنا حُمَيدُ بن هِلالٍ، حدثنا أبو بُردَةَ قال: قال أبو موسَى: أقبَلتُ إلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ومَعِي رَجُلانِ مِنَ الأشعَريِّينَ؛ أحَدُهُما عن يَمينِي، والآخَرُ عن يَسارِي، ورسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَستاكُ، فكِلاهُما سألَ العَمَلَ والنَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ساكِتٌ، فقالَ:"ما تَقولُ يا أبا موسَى؟ أو: يا عبدَ اللَّهِ بنَ قَيسٍ؟ ". قُلتُ: والَّذِي بَعَثَكَ بالحَقِّ ما أطلَعانِي على ما في أنفُسِهِما، وما شَعَرتُ أنَّهُما يَطلُبانِ العَمَلَ. قال: وكأنِّي أنظُرُ إلَى سِواكِه تَحتَ شَفَتِه قَلَصَت، قال:"لَن أستَعمِلَ - أو: لا أستَعمِلُ - على عَمَلِنا مَن أرادَه، ولكنِ اذهَبْ أنتَ يا أبا موسَى. أو: يا عبدَ اللهِ بنَ قَيسٍ". فبَعَثَه على اليَمَنِ ثُمَّ أتبَعَه مُعاذَ بنَ جَبَلٍ. قال: فلَمّا قَدِمَ عَلَيه مُعاذٌ قال: انزِلْ. وألقَى له وِسادَةً، وإِذا رَجُلٌ عِندَه موثَقٌ قال: ما هذا؟ قال: هذا كان يَهوديًّا فأسلَمَ ثُمَّ راجَعَ دينَه دينَ السَّوءِ. قال: لا أجلِسُ حَتَّى يُقتَلَ؛ قَضاءُ اللهِ ورسولِه - صلى الله عليه وسلم -. ثلاثَ مِرارٍ، وأمَرَ به فقُتِلَ، ثُمَّ تَذاكَرا قيامَ اللَّيلِ فقالَ أحَدُهُما مُعاذُ بن جَبَلٍ - رضي الله عنه -: أمّا أنا فأنامُ وأقومُ - أو: أقومُ وأنامُ - وأرجو في نَومَتي ما أرجو في قَومَتي (١). رَواه
(١) المصنف في الدلائل ٥/ ٤٠١، ٤٠٢، وأبو داود (٤٣٥٤)، وأحمد (١٩٦٦٦). وأخرجه النسائي (٤) من طريق يحيى به.