للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تأمُرُنا يا رسولَ اللهِ فنَضرِبَ أعناقَهُم إذا اجتَمَعَ إلَيكَ النّاسُ؟ فقالَ: "أكرِهُ أن يَتَحَدَّثَ النّاسُ أنَّ محمدًا قَد وضَعَ يَدَه في أصحابِه يَقتُلُهُم". ثُمَّ ذَكَرَ الحديثَ في دُعائِه إيّاهُم وإِخبارِه إيّاهُم بسَرائرِهِم، واعتِرافِ بَعضهِم وتَوبَتِهِم، وقَبولِه مِنهُم ما دَلَّ على هذا. قال ابنُ إسحاقَ: وأمَرَه أن يَدعُوَ حُصَينَ بنَ نُمَيرٍ، فقالَ له: "وَيْحَكَ! ما حَمَلَكَ على هَذا؟ " قال: حَمَلَنِي عَلَيه أنِّي ظَنَنتُ أنَّ اللَّهَ لَم يُطلِعْكَ عَلَيه، فأمّا إذْ أطلَعَكَ اللهُ عَلَيه وعَلِمتَه فإِنِّي أَشهَدُ اليَومَ أنَّكَ رسولُ الله، وأَنْ (١) لَم أُومِنْ بكَ قَطُّ قبلَ السّاعَةِ يَقينًا. فأقالَه رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَثْرَتَه، وعَفا عنه بقَولِه الَّذِي قالَ (٢).

١٦٩٢٤ - أخبرَنا أبو عمرٍو البِسطامِيُّ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِيُّ، أخبرَنا القاسِمُ هو ابنُ زَكَريّا، حدثنا عباسٌ، حدثنا موسَى بن داودَ، حدثنا حَفصُ بن غِيَاثٍ، عن الأعمَشِ، عن إبراهيمَ، عن الأسوَدِ قال: وقَفَ عَلَينا حُذَيفَةُ ونَحنُ عِندَ عبد اللَّهِ فقالَ: لَقَد نَزَلَ النِّفاقُ على مَن كان خَيرًا مِنكُم. قال: قُلنا: كَيفَ يَكونُ هذا واللهُ يقولُ: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}؟ [النساء: ١٤٥]. قال: فلَمّا تَفَرَّقوا فلَم يَبقَ غَيرِي رَمانِي بحَصاةٍ فقالَ: إنَّهُم لَمّا تابوا كانوا خَيرًا مِنكُم (٣). رَواه البخاريُّ (٤) في "الصحيح" عن عُمَرَ بنِ حَفصٍ عن أبيه، وقالَ في الحَديثِ مِن قَولِ حُذَيفَةَ: عَجِبتُ مِن


(١) في م: "وأنى".
(٢) المصنف في الدلائل ٥/ ٢٥٧، ٢٥٨.
(٣) أخرجه النسائي في الكبرى (١١٥٩٦) من طريق حفص بن غياث به.
(٤) بعده في م: "ومسلم".