فأخَذَ بزِمامِها فاقتادَها، حَتَّى رأى رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - جالِسًا، فأناخَها ثُمَّ جَلَسَ عِندَها، حَتَّى قامَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فأتاه، فقالَ:"مَن هَذا؟ ". فقالَ: حُذَيفَةُ بن اليَمانِ. قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "فإنِّي أُسِرُّ إلَيكَ أمرًا فلا تَذكُرَنَّه، إنِّي قَد نُهِيتُ أن أصَلِّيَ على فُلانٍ وفُلانٍ". رَهْطٍ ذَوِي عَدَدٍ مِنَ المُنافِقينَ، لَم يُعلَمْ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَكَرَهُم لأحَدٍ غَيرِ حُذَيفَةَ بنِ اليَمان، فلَمّا تُوُفِّيَ رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كان عُمَرُ بن الخطابِ - رضي الله عنه - في خِلافَتِه إذا ماتَ رَجُلٌ يَظُنُّ أنَّه مِن أولَئكَ الرَّهطِ أخَذَ بيَدِ حُذَيفَةَ فاقتادَه إلَى الصَّلاةِ عَلَيه، فإِن مَشَى مَعَه حُذَيفَةُ صَلَّى عَلَيه، وإِنِ انتَزَعَ حُذَيفَةُ يَدَه فأبَى أن يَمشِيَ مَعَه انصَرَفَ عُمَرُ مَعَه، فأبَى أن يُصَلِّيَ عَلَيه، وأمَرَ عُمَرُ - رضي الله عنه - أن يُصَلَّى عَلَيهِ.
١٦٩٣٠ - أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو عمرٍو عثمانُ بن أحمدَ (١) السَّمّاكُ ببَغدادَ، حدثنا يَحيَى بن أبي طالِبٍ، حدثنا محمدُ بن عُبَيدٍ، حدثنا إسماعيلُ (ح) قال: وحَدَّثَنَا أبو الحَسَنِ أحمدُ بن محمدِ بنِ عَبدوسٍ، حدثنا عثمانُ بن سعيدٍ الدارميُّ، حدثنا مُسَدَّد، حدثنا يَحيَى، حدثنا إسماعيلُ بن أبي خالِدٍ، عن زَيدِ بنِ وهبٍ قال: قال حُذَيفَةُ: ما بَقِيَ مِن أصحابِ هذه الآيَةِ إلا ثَلاثَة. أظُنُّه أرادَ قَولَه:{فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ}[التوبة: ١٢] قال: وما بَقِيَ مِنَ المُنافِقينَ إلا أربَعَةٌ. قال: وخَلْفَنا أعرابِيٌّ جالِسٌ قال: إنَّكُم مَعشَرَ أصحابِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - تَدرونَ ما لا نَدرِي؛ تَزعُمونَ أنَّه لَم يَبقَ مِنَ المُنافِقينَ إلا أربَعَةٌ؛ فما بالُ هَؤُلاءِ الَّذينَ يَبقُرونَ بُيوتَنا تَحتَ اللَّيلِ؟ قال:
(١) بعده في م: "بن". وكلاهما صحيح، وكلاهما تقدم مرارًا.