كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الأشربة والحد فيها - باب الدليل على أن الطبخ لا يخرج هذه الأشربة من دخولها في الاسم والتحريم إذا كانت مسكرة - ج: 17 - ص: 412

يَحيَى بنِ عُبَيدٍ النَّخَعِىِّ، عن ابنِ عباسٍ قال: أتَاه قَومٌ فسَألوه عن بَيعِ الخَمرِ واشتِرائِه والتِّجارَةِ فيه. فقالَ ابنُ عباسٍ: أمُسلِمونَ أنتُم؟ فقالوا: نَعَم. قال: فإِنَّه لا يَصلُحُ بَيعُه ولا شِراؤُه ولا التِّجارَةُ فيه لمسلِمٍ، إنَّما مَثَلُ مَن فعَلَ ذَلِكَ مِنكُم مَثَلُ بَنِى إسرائيلَ؛ حُرِّمَت عَلَيهِمُ الشُّحومُ فلَم يأْكُلوها، فباعوها وأكَلوا أثمانَها. ثُمَّ سألوا عن الطَّلاءِ، فقالَ ابنُ عباسٍ: وما طِلاؤُكُم هذا؟ إذ سألتُمونِى فبَيِّنوا لِى الَّذِى تَسألونِى عَنه. قالوا: هو العِنَبُ يُعصَرُ ثُمَّ يُطبَخُ ثُمَّ يُجعَلُ في الدِّنانِ. قال: وما الدِّنانُ؟ قالوا: دِنانٌ مُقَيَّرَةٌ. قال: مُزَفَّتَةٌ؟ فقالوا: نَعَم. قال: أيُسكِرُ؟ قالوا: إذا أُكثِرَ مِنه أسْكَرَ. قال: فكُلُّ مُسْكِرٍ حَرامٌ (١).

١٧٤٥٧ - وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو الفَضلِ ابنُ إبراهيمَ، حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، أخبرَنا جَريرٌ، عن الأعمَشِ، عن يَحيَى بنِ عُبَيدٍ أبى عُمَرَ البَهْرانِىِّ قال: سُئلَ ابنُ عباسٍ عن الطِّلاءِ فقالَ: إنَّ النّارَ لا تُحِلُّ شَيئًا ولا تُحَرِّمُه (٢).

١٧٤٥٨ - أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسَنِ وأبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الحَكَمِ، أخبرَنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى إبراهيمُ بنُ نَشيطٍ الوَعْلانِىُّ وعَمرُو بنُ الحارِثِ، عن سعيدِ بنِ أبي هِلالٍ، عن محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ، أن أبا مسلمٍ

---

(١) أخرجه ابن حبان (٥٣٨٤)، من طريق عبيد الله به. وقال الذهبي ٧/ ٣٤٣٥: إسناده صحيح. وسيأتي طرف منه في (١٧٤٨٩).
(٢) المصنف في المعرفة (٥٢٢٤) مطولًا. وأخرجه ابن أبي شيبة (٢٤٣٥٨) من طريق الأعمش به. في حاشية مخطوط المهذب كما في المطبوع ٧/ ٣٤٣٥: فيه انقطاع.