للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن نوادره غاية يقظته وفطانته، ومعرفته بأدقّ رجل في مملكته من غالب أحوال الناس، وكذا معرفته جهات مملكته كلّها وبلادها، ومعرفة ما يحصل فيها، حتى لمن يتكلّم في ذلك.

ومن نوادره إضافة الكثير من الجهبذات والتعلّقات التي تختص بمثل الوزراء والأستادار ونظّار الجيش، لا يبعثهم إلى ديوانه، بل وإضافة ما يتعلّق بمثل البرددارية ونحوهم، مما يجتمع لهم ذلك من الأشياء الهوائية، وذلك بسائر جهات مملكته.

ومن نوادره فصل الأحكام الهيّنة جدًّا، وبروزه لذلك حتى بين النساء وأزواجهنّ، إلى أن صار يطلع إليه في أقلّ جزئيات (١) ليفصلها. ولو عددناها لطال المجال، حتى إنه لما كثر ذلك عليه أمر بالمناداة بأن لا يطلع إليه إلّا في الأشياء التي لم يفصلها الحكام من قضاة وأمراء وغيرهم ممن له الحكم.

ومن نوارده كثرة الفِتَن في أيامه في سائر جهات مملكته، بل وغيرها من الممالك، حتى أتعبه ذلك.

ومن نوادره ظهور أشياء مهولة ومزعجة في أيامه من غرائب ونوادر، بحيث لا تُعدّ ولا تُحدّ، من ذلك أخْذ الفرنج عدّة مدن بالمغرب الأقصى. ومن ذلك حدوث بعض زلازل مهولة، وخسوف أراضي وكسوفات وخسوفات في الشمس والقمر، وظهور أشياء أُخَر، ونزول الصاعقة بحرم المدينة الشريفة، ومجيء السيل العظيم بمكة الذي لم يقع مثلهما في القريب من الأزمنة، بل والبعيد. ومن ذلك الأوبئة التي كانت والغلاء أيضًا.

ومن نوادره انقراض جمع جَمّ من أعيان العلماء في أيام دولته بمملكته وبسائر الممالك مثل شيخنا العلّامة الكافِيَجي، والأمين الأُقصُرائي، والسراج العبّادي، والعضُد السيرامي، والسيف الحنفي، والتقيّ الحصني، والعلّامة التقيّ الشُمُنّي، والعلاء الحصني، والنجم القرمي الحنفي، والعلاء القومجي، والعلّامة خسرو عالم الروم، والعلّامة إبراهيم الخدري عالم تونس، والسيد الشريف المسلماني، ومحمد النوري عالم فاس، وابن (٢) منصور عالم غرناطة، وابن (٣) العباس عالم تِلِمْسان، والشمس الجوجري، والنور السنهوري، وجماعة أُخَر يطول الشرح في تعدادهم.


(١) في الأصل: "جزيات".
(٢) في الأصل: "وبن".
(٣) في الأصل: "وبن".

<<  <  ج: ص:  >  >>