للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن نوادره أيضًا: انقراض عدّة من الملوك في أيامه كجهان شاه أبي (١) سعيد، وحسن الطويل، وابن (٢) عثمان، وولده مصطفى، وابن (٣) قر مان، وحسن علي، ومحمد بن أبي ثابت صاحب تلمسان، وغيرهم من أكابر الملوك، وكذا الكثير من الأمراء الأعيان من الأكابر بهذه المملكة، كالظاهر يلباي، والظاهر تمربُغا، وجانِبَك قُلقسيز، وبُردُبك البَجْمَقدار، وقُرقُماس الجَلَب، وبُردُبك هجين، وقانِبَك المحمودي، ومُغُلباي طاز، ويشبُك الفقيه، والأتابك جَرِبَاش كُرْد، وجانِبَك الفقيه، وجانِبَك كوهيه، وسودودن القصروي، ونانق رأس نَوبة النُوَب، وخيربك سلطان ليلة، وإينال الأشقر، ولاجين أمير مجلس، ويشبُك من مهدي، وآخرين يطول الشرح أيضًا في تعدادهم.

وأمّا أصاغر الأمراء والخاصكية الأعيان وقرانصة الجُند، وعدّة من المباشرين والقضاة أو أرباب الدولة فشيء كثير.

ومن نوادره قطْعه الكثير من الجوامك والمرتّبات واللحوم والعليق، مما خفّف به على الوزراء والأستادّارية. ولقد كان في ذلك ممن لا يستحق الأجر شيئًا كثيرًا، وإن كان في ذلك من يستحق أيضًا، لكنْ ذهب الصالح بالطالح.

ومن نوادره الأموال التي فرّقها على الكثير من المُقطَعين والجُند وأرباب الجوامك من المماليك وأولاد الناس والمباشرين وغيرهم.

ثم من نوادره أيضًا ردّه بعد ذلك بمدّة الكثير ممّا أخذه ممّن أخذه.

ومن نوادره أنه لم يَلِ السلطنة من تأمير غيره، ثم صار سلطانًا بعد عشر سنين سواه من الجراكسة.

ومن نوادره العظيمة الغريبة سفره إلى الحج وحجّه، ثم عَوده في جمع قليل من جماعته وأخصّائه، ولم يقع ذلك لغيره من ملوك الجراكسة ولا القريب منهم، وكذا سفره إلى القدس والفُرات في جمع قليل.

ومن نوادره أنه لم ير حينها قطّ سوى محنة يسيرة زالت بسرعة.

ومن نوادره أنه إذا علم بالمستحق من أيّ جنس كان، أوصله ما يناسبه من حقه، بل وزيادة.

ويُذكر عنه العفّة وطهارة الذيل عن القاذورات، والكفّ عن المنكَرات والمسكِرات، والتديّن وكثرة الصيام في الأيام التي وردت السُّنّة في الترغيب في


(١) في الأصل: "أبو".
(٢) في الأصل: "وبن".
(٣) في الأصل: "وبن".

<<  <  ج: ص:  >  >>