للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عشرة. ولما مات أستاذه وجرت فتنة المنصور خالفه، ونزل مع خُشداشه جانِبك نائب جُدّة ومعه آخرون (١)، وكانوا السبب في كسرة ولد أستاذهم، وأعيب ذلك عليهم.

ولما تسلطن الأشرف إينال قُرّر في الأميراخورية الثالثة، ثم دام على ذلك مدّة، حتى تسلطن الظاهر خُشقدم، فصيّره أميراخورًا ثانيًا، ثم ولّاه تقدمة ألف، ثم صيّره جان دارًا على القاعدة القديمة، وبقي على ذلك مدّة، ولم تشتهر هذه الوظيفة كما كانت، فنقل بُرْدُبَك هذا إلى حجوبية الحجّاب، ثم منها إلى الأميراخورية الكبرى في دولة خُشداشه وأغاته في طبقته الظاهر تمُربُغا، فإنه اطمأنّ له واستأمنه على ذلك، ووليها عِوضًا عن الشهاب بن العَيْني، حين نقل إلى إمرة مجلس، ثم نُقل إلى إمرة سلاح، عِوضًا عن جانِبَك قُلقسيز، وذلك في دولة خُشداشه أيضًا الأشرف قايتباي، على ما عرفت هذه التنقّلات فيما مضى في المتجدّدات من هذه السنة، وعُيّن عقيب ذلك إلى الخروج مع الأتابك جانِبَك قُلقسيز في نَوبة سوار الأولى من القاهرة والثانية من تجاريده، وبها لقيه الأجل.

وكان شكلًا حسنًا، مرتفع القامة ولذا قيل له: "هجين" تشبيهًا به في طول قامته، وأريد بذلك صفة مدح له، وإن كانت لفظة هجين مُستقبحة لغةً في عُرف العرب، وكان حشمًا وقورًا، كثير الأدب، وعنده فروسية وشجاعة.

توفي قتيلًا يوم الوقعة الثانية من وقعات سوار في يوم الإثنين سابع ذي القعدة قتيلًا.

وما وقف له على خبر موته ولا عُرفت كيفية قتلته، بل ما وُجدت رِمّته.

ولم تزل وظيفة إمرة سلاح شاغرة مدّة بعده، حتى اتفق خلاص جانِبك قُلقسيز من أسر شاه سوار، وكانت الأتابكية قد خرجت عنه لأُزبَك من طَطَخ الذي هو بها إلى الآن، [فـ]ــــقرّر جانِبَك في إمرة سلاح، عِوضًا عن صاحب الترجمة، وعُدّ ذلك من النوادر. وسيأتي ذِكر هذه الولاية في محلّها.

وكان سنّ بردبك هذا نحوًا من ستين سنة يوم قُتل. واسمه تقدّم الكلام عليه فيما مرّ.

٣٩٤ - بَك بُلاط (٢) الأشرفي.


(١) في الأصل: "ومعه آخرين".
(٢) انظر عن (بك بلاط) في: الضوء اللامع ٣/ ١٧ رقم ٧٦، والمجمع المفنّن ١/ ٢٤٦، ٢٤٧، رقم ٩٧٠، ونيل الأمل ٦/ ٢٨٤ رقم ٢٧٠٠، وبدائع الزهور ٢/ ٤٦٠ وفيه: "بكبلاط".

<<  <  ج: ص:  >  >>