للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحد أمراء طرابُلُس. (ووهِم من سمّاه بلاط بل غلط) (١).

كان من مماليك الأشرف إينال وخاصكيّته الأعيان، وكان له ذِكر وشهرة في دولته، وأُخرج بعد موت أستاذه إلى طرابلس على إمرة عشرين بها، ودام على ذلك إلى أن خرج من طرابلس مع عسكرها صحبة إينال الأشقر نائبها إذ ذاك إلى شاه سوار بن دُلغادر، وبها بَغَتَه الأجل في الوقعة الأولى مع النوّاب.

وكان شابًا حسنًا لا بأس به بأخرة، وهو الذي جرت للأتابك قانَم التاجر لما أن كان من جملة مقدّمين (٢) الألوف، في دولة الأشرف إينال ما جرى، وضربه بالدبّوس، وقد ذكرنا هذه الكائنة في محلّها من تاريخنا هذا، وهذا هو الفاعل لها.

توفي قتيلًا في أوائل ربيع الأول في يوم الوقعة الأولى.

وكان شابًّا حين موته.

واسمه مركّب من: "بَك" وهي هاهنا بمعنى: "القويّ"، وإن كانت تُستعمل بمعنى الأمير، لكنّ المناسب هاهنا الأول، لأن بُلاط الآتية بعده معناها الفولاذ، فالمناسب فيها القوّة، فكأنه قيل: فولاذ قوي، ويجوز أن يكون الثاني مُرادًا أيضًا، ويبقى المعنى أمير فولاذ، ثم استعمل عَلَمًا على الشخص كما في غيره.

٣٩٥ - بَيْسَق العلائي (٣) الأشرفي.

أحمد الخمسات.

كان من مماليك الأشرف بَرسْباي، وصار خاصكيًّا في دولة الظاهر جقمق، واستمر على ذلك إلى سلطنة الأشرف إينال (٤)، فقرّبه وأدناه، وزاد في إقطاعه، أو غيّره بأجوَد منه، ثم جعله بَجْمَقْدارًا، وذُكر في دولته، وقُصد لأمور وأنهاها عند الأشرف المذكور، ولم يزل على ذلك إلى أن تسلطن الظاهر خُشقدم، فصيّره من الخمسات لِضيق الأقاطيع والازدحام عليها، ودام على ذلك إلى سلطنة الأشرف قايتباي، فعيّنه في التجريدة صحبة الأتابك جانِبَك قُلَقسيز في أول تجريدة خرجت إلى سوار من القاهرة، على ما عرفت ذلك وكان بها أجَلُه.

وبَيسق هذا هو زوج ابنة أخت الجمال يوسف بن تغري بردي المؤرّخ صاحبنا، الآتي في وَفَيات سنة أربع وسبعين إن شاء اللَّه تعالى.


(١) ما بين القوسين عن الهامش.
(٢) الصواب: "مقدَّمي".
(٣) انظر عن (بيسق العلائي) في: المجمع المفّنن ١/ ٢٧٠ رقم ١٠٢٥.
(٤) كتب قبلها: "قايتباي" ثم ضرب عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>