للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٣١ - محمد بن إسحاق (١) التاج القبطي، القاهري، الأسلمي.

كاتب المماليك. القاضي عَلَم الدين، أبو الفضل، المدعو أولًا بفضائل بن التاج المعروف بابن جلود.

ولد بالقاهرة على دين النصرانية إباية الأقباط بعد الثلاثين وثمانمائة.

ثم تزوّج المحتسب يار علي الخراساني (٢) بأمّه، فاستسلمه وسمّاه "محمدًا"، وربّاه كبيرًا، وكان قبل إسلامه في حال شبوبيّته كاتب العليق للأمير جرِباش الكريمي، المعروف بعاشق. وكان جميل الصورة. ولما أسلم لم يكن له فضيلة غير معرفة قلم الدَيْوَنَة، فتعانى المباشرة، وتنقّلت به الأحوال فيها، ثم حجّ صحبة بَرسْباي البجاسي حين خروجه أميرًا على المحمل، وعاد وقد حسُن إسلامه فيما كان يظهر، واشتهر ورأس، ثم كتب في ديوان المماليك السلطانية إلى أن نقله الظاهر خُشقدم إلى الوظيفة الكبرى، بعد عزل سعد الدين، فباشرها بشهامة وافرة وحُرمة، ونالته السعادة وأثرى، ووجُه وعظُم وضخُم، وبلغ من الحرمة ونفاد الكلمة مبلغًا لم ينله الكثير ممن تقدّمه من كُتّاب المماليك، ودام على ذلك إلى سلطنة الظاهر تمربُغا، فجعل إليه مضافًا لوظيفة التحدّث على جهات خَوَند الكبرى، وهي إذ ذاك الخَوَند خمسمائة أخت كَسْباي، ودام كذلك إلى أن بَغَتَه أجله.

وكان إنسانًا عاقلًا، حشمًا، أدوبًا، وقورًا، ريّسًا، ذا رأي وسياسة، وأدب، وحشمة، وكرم نفس وسخاء، وله حذْق تامّ ومعرفة، وحُمدت سيرته في مباشراته، وباشر عدّة جهات غير ما ذكرناه.

وتوفي في ظُهر يوم الأربعاء سلْخ ذي الحجّة.

وخَلَفَه في الوظيفة ولده الشاب الرئيس كريم الدين عبد الكريم (٣)، ففاق على أبيه مع صِغر سنّه وحداثته، حتى تُعُجّب منه.

وستأتي ترجمته في سنة إحدى وثمانين إن شاء الله تعالى.


(١) انظر عن (محمد بن إسحاق) في: الضوء اللامع ١١/ ١٦٣ رقم ٥١٥، ووجيز الكلام ٢/ ٧٩٨ رقم ١٤٣٩، ونيل الأمل ٦/ ٣٣٨ رقم ٢٧٤٠، وبدائع الزهور ٣/ ١٨.
(٢) لم أجد له ترجمة.
(٣) انظر عن (عبد الكريم بن العَلَم القبطي) في: الضوء اللامع ٤/ ٣١٦ رقم ٨٦٠، ووجيز الكلام ٣/ ٨٧٩ رقم ٢٠١٠، والذيل التام ٢/ ٣٠٢، ونيل الأمل ٧/ ١٦٧، ١٦٨ رقم ٣٠١٨، وبدائع الزهور ٣/ ١٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>