للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لما تسلطن الظاهر تمربُغا لم يُنكب في جملة الخُشقدمية، بل زاد رِفعة لأجل خاله، لا سيما وقد صار الأتابك، فأمّره تمربُغا طبْلخاناة، وصيّره حاجباً ثانيًا، عِوضاً عن قانِبَك السيفي يشبُك بن أزدمر، بحكم عجزه، ودام على الحجوبية.

حتى توفي بالطاعون في يوم الخميس ثالث عشرين شهر رمضان.

وسِنّه نحو الثلاثين سنة.

وكان ذا شجاعة وفروسية، لكنّه غير مشكور السيرة، وحضر خاله السلطان الصلاة عليه بمصلّى سبيل المؤمني، وكانت جنازته حافلة.

واسمه قد تقدّم الكلام عليه، أظنّ في جَكَم نائب كركر في سنة ثمانٍ وستين.

٤٧٨ - جقمق المؤيَّدي (١).

أحد العشرات.

كان من مماليك المؤيَّد شيخ، وصيّر خاصكيًّا بعده بمدّة، أظنّ في أوائل دولة الظاهر جقمق سمِيّه، ثم صيّره نائب رأس نَوبة الجمدارية، ودام إلى أن أمّره الأشرف إينال عشرة بدمشق، وخرج إليها. ولما تسلطن خُشداشه الظاهر خُشقدم أُمّره عشرة بالديار المصرية، وقرّبه واختصّ به، ودام على ما هو عليه، إلى أن جرت كائنة خلع يَلَبَاي، فأخرج عنه الظاهر تمربُغا إمريّته، ولما تسلطن الأشرف قايتباي رتّب له دينارين في اليوم، فأكلهما.

إلى أن توفي في هذه السنة، فيما يغلب على ظنّي.

وكان إنسانًا حسنًا، عاقلًا، حشمًا، خيّرًا، ديّنًا، ساكنًا، ذا بشاشة وحُسن سمت.

٤٧٩ - جوهر اليشبُكي (٢)، الهندي، الطواشي، صفيّ الدين الخازندار، والزمام، المعروف بالتركماني.

كان عتيقًا لأخت يشبُك الجَكَمي الأميراخور، وكانت زوجًا لأقبُغا التُركماني نائب الكرَك، الذي وُلّيها عن الوالد، ونُسِب إليه فقيل: التُركُماني، لأنه كان في خدمته مع سيّدته، وكان هو يدّعي بأنه من خُدّام يشبُك نفسه، فلهذا صار ينسب نفسه إليه، كأنّه أنِف أن يُنَسب إلى المرأة، ونسي أن ذلك مما يشينه في دينه، على


(١) انظر عن (جقمق المؤيَّدي) في: نيل الأمل ٦/ ٣٨٨ رقم ٢٨١٥، وبدائع الزهور ٣/ ٣٧.
(٢) انظر عن (جوهر اليشبُكي) في: الضوء اللامع ٣/ ٨٦ رقم ٣٣٣، ونيل الأمل ٦/ ٣٥٤ رقم ٢٧٥٣، وبدائع الزهور ٣/ ٢٥، ونسب إلى يشبك لكونه على الأشهر مُعتق أخت يشبك الجكمي أميراخور زوجة آقبُغا التركماني، بل قيل إنه مُعتَق يشبُك نفسه. (الضوء اللامع).

<<  <  ج: ص:  >  >>