للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على الرئاسة، فلم يلتفت إليه الظاهر تمربُغا، ولهذا كان أشدّ العشرة عليه، وممّن تسلّط على الأتابك قايتباي، وحسّن له السلطنة، وكان من أكبر القائمين معه والمداخلين له في ذلك. فلما تسلطن قايتباي أمّره عشرة، ثم صيّره دوادارًا ثانياً عِوضاً عن كَسْباي، على ما تقدّم ذِكر ذلك في محلّه، ووُلّيها من غير سبْق رئاسة قبل ذلك توجب ذلك، فباشر الدوادارية مدّة شهور، ثم رقّاه إلى تقدمة ألف في أسرع وقت وأقربه، وسكن بالدار الذي (١) بقرب جامع سُنقُر، وأخذ في أثناء ذلك في إنشاء تربة هائلة بالصحراء خارج الريدانية، وهي تُعرف به الآن، واجتهد في إنشائها بالظلم والعسف الشديد، وقطع مصانعة العمال وضربهم، واستعمال البعض منهم بغير أجرة، فاتفق أن أخذه الله تعالى قبل تمام ذلك، وأراح منه ومن ظلمه وعسفه وجَوره الخارج بذلك عن الحدّ.

وكان شكلاً حسناً، وعنده شهامة نفس وتجمّل وفروسية، مع تكبُّر وجبروت زائد.

توفي في يوم الجمعة سادس شوال في أواخر الطاعون.

وقد جاوز الثلاثين سنة.

وجُهّز وأُحضرت جنازته لمُصَلَّى سبيل المؤمني، ونزل السلطان فحضر الصلاة عليه، وحُمل إلى تربته التي أنشأها بالظلم فدُفن بها.

٥١٥ - قانصوه الجُلُبّاني (٢).

أحد الأمراء الطبْلخاناة بدمشق، والحاجب الثاني بها، المعروف بنائب بَعْلَبَكّ.

كان من مماليك جُلُبّان نائب الشام الماضي ذِكره، وكان وُلّي نيابة بَعْلَبَكّ في أيام أستاذه فيما أظنّ، وتنقّلت به الأحوال بعده حتى وُلّي الحجوبية الثانية بدمشق على إمرة طبْلخاناة بها. وخرج في جملة العسكر الشامي.

وتوفي قتيلاً في ذي الحجّة في نَوبة قرقماس الجَلَب.

ويقال إنه كان لا بأس به.

٥١٦ - قانَم الأشرفي (٣).

أحد مقدّمين (٤) الألوف بحلب، ودوادار السلطان بها، المعروف بطاز.


(١) في الأصل: "التي".
(٢) انظر عن (قانصوه الجلباني) في: الضوء اللامع ٦/ ١٩٩ رقم ١٨٨، ونيل الأمل ٦/ ٣٨٢ رقم ٢٨٠١.
(٣) انظر عن (قانم الأشرفي) في: إنباء الهصر ٨٨، ٨٩ رقم ٢١، ونيل الأمل ٦/ ٣٤٧ رقم ٢٧٥٢، وبدائع الزهور ٣/ ٢١.
(٤) الصواب: "أحد مقدَّمي".

<<  <  ج: ص:  >  >>