للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المال طائلة، وألزمه بمبلغ عظيم جدًا، وأحضر منه شيئًا ( ...... … ... ) (١) المسألة، ووُلّي الأستادّارية عِوضه جانِبَك نائب جُدّة، ثم أُلزم بعد ذلك إليه العقوبة، وجرت عليه شدائد، ومِحَن يطول الشرح في ذكرها، ثم أعيد إلى الأستادّارية في الدولة الأشرفية الإينالية، ثم صودر وصودر، وصُرف غير ما مرة، وأعيد كذلك، وكان يعود على أقبح وجه وأسوئه (٢)، وهرب في أثناء عوداته، واختفى غير ما مرة، وامتُحن في أثناء ذلك غير ما مرة أيضًا بالضرب والسجن والنفي إلى القدس والمدينة وغيرهما.

وقد بَلَغَنا عنه أنه صودر تسع عشرة (٣) مرة، ولعلّ الأخيرة التي مات عقيبها هي الكمالة للعشرين، وقاسى المِحَن والخطوب في كل دولة الظاهر، وفي دولة الظاهر خُشقدم.

وكان قد وُلّي كشف البحيرة مرة في بعض الأحيان بعد الأستادّارية لما وليها قاسم الكاشف، على ما تقدّم ذلك في محلّه من سِنِيّ دولة الأشرف إينال. وترادفت عليه المِحَن والمصادرات ولم يزل على ذلك حتى تسلطن الأشرف قايتباي وهو مصروف عن الأستادّارية، بعد أن تكرّرت ولاية غير واحدٍ لها، كالمجد ابن (٤) البقري، وابن (٥) الأهناسي، وقاسم، وابن (٦) الفرج، وابن (٧) كاتب غريب، ومنصور.

ولما تسلطن الأشرف المذكور كان ملازمًا لداره، منجمعًا لا عن اختياره، ومع ذلك فلم يكفّ عنه، وصادره في أول مصادرة، ثم ثانية، وسجنه في الثانية بالبرج من القلعة بعد عقوبة شديدة فظيعة (٨) شديدة إلى الغاية، حتى قيل إن السلطان هو الذي يضربه، وحُمل إلى البرج، فدام به متعلّلًا وهو يتداوى من الضرب، وما نفعه ذلك. وأتى ذلك على نفسه لفراغ أجله.

ويقال: إن المنصور لما حضر إلى القاهرة هو الذي نبّه السلطان عليه.

وحُكي في سبب ذلك حكاية لا حاجة لنا بذكرها، إذ لا نحرّر صحّتها فالكفّ عنها أَولى.

ويقال أيضًا هي التي كانت السبب أولَا في مصادرة المنصور له ونكبته إيّاه مع ما عارضه به في قضية أمر النفقة. واللَّه أعلم.


(١) مقدار أربع كلمات مطموسة.
(٢) في الأصل: "واسواوه".
(٣) في الأصل: "تسعة عشر".
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) في الأصل: "بن".
(٧) في الأصل: "بن".
(٨) في الأصل: "فضيعة".

<<  <  ج: ص:  >  >>