للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذب وأباطيل فيها ما هو خطير، وبتراجمه زيادة في الحدود ونقصان منهم، وذكر من يُعرف بشهرة بغيرها، وكتب ذلك على الهامش.

ومما اتفق لي في ذلك أنني اكتشفت في تاريخه "الحوادث" عن ترجمته كذا جاء الظاهر في سنة وفاته. فبقيت أنظر إلى الهامش فلم أجد فيه ما يدلّني على الظاهر، وكنت قد مررت في كتابه ذلك على ترجمته مرة من مدّة وحين، فأخذت أشكّك في نفسي في كونه لم يترجمه، أو ترجمته في غير سنة وفاته، فتصفّحت هامش تاريخه في التراجم محلها فلم أجده. ثم أخذت في سنة وفاته التي أتحقّقها أنظر إلى نفس تراجم الكتاب فوجدته قد ترجمه وكتب بإزائه على الهامش: "حسن اليمني". وقد كنت مررت عليها غير ما مرة في الهامش ولا علم عندي بأنه الظاهر، لظنّي بأنه يكتب على الهامش ما يعرّف فيه كل إنسان فيما اتفق له أن يوفق لكتابه الظاهر. ومثل هذا وأنظاره أشياء كثيرة، وأمثلتها كثيرة، لا فراغ لنا لذكرها وضبطها هاهنا.

ومما في تاريخه أنه يذكر الإنسان تارة بغير اسمه ولا لقبه ولا كُنيته، وتارة يسمّيه غير ما سُمّي به، ويلقّبه بغير لقبه وهمًا في ذلك فاحشًا. وتارة يجعل بدل الشافعي: الحنفي فيغيّر مذهبه.

وأمّا اللحن في الإعراب شيء لا يكاد أن يُحصر، وكذا الإتيان بالمبتدأ (١) ولا خبر له، وبالخبر بغير مبتدأ (٢)، وبدوّ بلا جواب. وخرافات كثيرة من هذا القبيل.

وله التاريخ الذي سمّاه "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" وفيه أيضًا نحو ما ذكرناه أشياء كثيرة، ومن ذلك تراجم أناس يتحامل عليهم ينتقصهم، والعقل والدين يقتضي غير ذلك، ويعطم أناسًا (٣) ويرفعهم، والحال يقضي والعقل والدين واليقين يشهد بكمالهم وتقديمهم.

ويأتي بشواهد شعرية تارة ليست بشاهدة على ما قال، بل ربّما كانت بضدّ ما استشهد به. وتارة يأتي بشعرٍ للناس غير موزون على أنه له نظم.

وذكر عن نفسه أنه ينظم وأن له نظمًا وسطًا.

وله أيضًا "البحر الزاخر من الأول للآخر" وصل فيه إلى أول دولة الفاطميّين من الخلفاء ولم يكمله. وله عدّة رسالات وأشياء أُخُر.

وكان ضنينًا جدًّا بنفسه لا يُعِر لها مقدارها، مع ما كان عليه من المعرفة


(١) في الأصل: "بالمبتداء".
(٢) في الأصل: "مبتداء".
(٣) في الأصل: "اناس".

<<  <  ج: ص:  >  >>