للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

.) (١) له جميع (. . . .) (٢) ويحمله، وأنه لا زال (. . .) (٣) إلى أن بلغ مقصده وسلطنته إياه وأنه معه كتابه (. . .) (٤) واجتهد جانِبك هذا في محاربة المؤيَّد في (. . .) (٥) لا سيما وعنده (. . . .) (٦) حيث لم يألف إليه في أيام سلطنته، بل ولا التفت له ولا غيره، مع عظمة جانِبك في حدّ ذاته عند نفسه وميلانه لمن يعظمه وتطلّعه إلى ذلك واستشرافه له حتى كان يداخله غير ما مرة لعلّه يقبل عليه أو يأنس إليه، وهو يعامله بضدّ قصده من تقطيب وجهه عند رؤيته وعدم مكالمته، والوقوف عند ناموسه الذي ظنّ أنه يروج بسببه أمره في المُلك فلم يجهل جانِبك هذا وهو الذي كان السبب الأعظم في جميع ذلك بل في هذه الحركة وفي سلطنة خشقدم على ما عرّفناك، ذلك أنّنا وبهذا السبب أيضًا حقد خشقدم عليه، وكان عنده من الكمين باطنًا حتى رسخت قدمه في المُلك لتحقّقه منه أنه له قدرة على القيام عليه وفعله معه فوق ما فعله من هذه الحركة مع المزيد، ولهذا قتله قبل أن يبادر إلى ذلك، لا سيما أن كان الذي أشيع عنه بعد ذلك من كونه كان في قصده الوثوب على الأمر إشاعة صحيحة، وأنه وفّى لنفسه بسلطنة خُشقدم.

ثم لما بحث المؤيَّد عن أصل هذه القصّة وتحقّق أن أعظم الأسباب فيها وفي إثارة هذه الفتنة هو جانِبك، وتيقّن ذلك، لا سيما لما نظر جانِبك هذا بجموعه وهو واقف بسُويقة عبد المنعم على تلك الصفة، والاجتهاد الذي ليس هو هيئة غيره ممّن هو بصدد ذلك أخذ في التدبير وتوسيع الحيلة فيما يستميل به جانبك هذا لعلّه أن يميل إليه، فبدر بأن كتب مكتوبًا بخط يده إلى جانبك يعتذر إليه فيه وتسلطُنه بخاطره، ويعده في مكاتبته تلك بأمور كثيرة، وأنه إن ترك هذا الشر والهاعة يجعله أتابكه ويتدبّر مملكته وأكثر الحلّ والعقد فيها، وأنه لا يخرج عمّا يشير به عليه، ولا ينقض ما أبرمه، وشك هذا وأنظاره من الكلمات والخطابات، وتكرّر سؤاله في أن يترك الشرّ، وحلف له في مكاتبته تلك بأنه يفي بما وعده به، وأنه يبلّغه أقصى ما في أمله وزيادة. ثم حلف له أيضًا بأنه لا يخونه وأطال في ذلك، بحيث كانت مكاتبته هذه كتابًا مطوّلًا عدّة أسطر كثيرة، وبعث به إليه مع من يركن إليه من جماعته، فلم يلتفت جانِبك إلى ذلك ولا عبأ (٧) به، ولا ارعوى له،


(١) مقدار ست كلمات.
(٢) مقدار كلمتين.
(٣) مقدار كلمة واحدة.
(٤) مقدار كلمة واحدة.
(٥) مقدار كلمة واحدة.
(٦) مقدار كلمتين.
(٧) في الأصل: "عبائه".

<<  <  ج: ص:  >  >>