للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصاحب، تاج الدين الورّاق، المعروف بابن الشيخ الخطيب، وهو لقَب لوالده نصر اللَّه في حارة الأقباط في ( ...... ) (١) كذلك، وكان جدّه توما ( … ) (٢).

وُلد على النصرانية بُعيد الثمانين وسبعمائة وأسلم مضطّرًا على ما قاله بعضهم عنه، وباشر بعض جهات الأشرف بَرسْباي قبل تسلطنه، ولما تسلطن رقّاه إلى نظر الإسطبل عن البدر بن مزهر حين ولي كتابة السر، ثم جعل إليه التكلّم على ديوان ولده محمد، ثم لما مات محمد جعل له التكلّم على ديوان ولده يوسف الذي تسلطن بعده ولُقّب بالعزيز. ولما استعفى الجمال يوسف ابن (٣) كاتب جَكَم من الوزارة طلب الأشرف التاج هذا فولّاه الوزارة عِوضًا عنه فباشرها مباشرة فاحشة لطيشه وحدّة مزاجه، فصرفه الأشرف عنها وتخَومَل وانحطّ قدره عنده بعد أن كان في مبادي الروح عنده. ولما تسلطن الظاهر جقمق قبض عليه وصادره على جملة من المال مستكثرة، وأعيد إلى الوزارة وباشرها غير ما مرّة وكفّ فيها عن المظالم التي كان يفعلها الوزراء قبله، وحُمدت سيرته بالنسبة لمن وليها قبله، ولكنه كان كثير العجز ( ........... ) (٤) له بالسداد والقيام بالكلف، وكان معدودًا من أعيان الكتبة من القِبط العارفين بصناعة المباشرة.

وطعن بعض المؤرّخين (٥) من المجازفين في إسلامه مستدلًّا على ذلك بأنه إلى الآن غالب من كان ببيته حتى من النسوة على دين النصرانية ( … ) (٦) قال: ولم يكن عليه نور الإسلام. انتهى.

وأنا أقول: هذا كلام لا ينبغي [قوله] (٧) في المسلم ممن أظهر الإسلام ومات عليه بين أظهُر المسلمين، ودُفن في مقابرهم ( ........ ) (٨) فما هذا إلّا كلام مجازف. واللَّه المسامح.

توفي التاج هذا في ذي القعدة وقد شاخ وكبُر سنّه، وأظنّه أكمل التسعين، بتقديم التاء، واللّه أعلم.


= ٧٤٤ رقم ١٧١٠، والذيل التام ٢/ ١٥٨، ١٥٩، والنجوم الزاهرة ١٦/ ٣١٣، ونيل الأمل ٦/ ١٢٤، (دون رقم للترجمة)، وبدائع الزهور ٣٨٥٢.
(١) كلمتان غير واضحتين.
(٢) كلمة غير واضحة.
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) مقدار أربع كلمات ممسوحة.
(٥) إشارة إلى المؤرّخ ابن تغري بردي في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣١٣.
(٦) كلمة ممسوحة.
(٧) كلمة ممسوحة في الأصل. أضفناها.
(٨) مقدار أربع كلمات ممسوحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>