للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصاحب سعد الدين، المعروف بابن النحّال، الوزير، الأستادّار بمصر.

ولد على ما أُخبرت به في سنة إحدى وثمانمائة بالقاهرة، وبها نشأ.

وتقلّبت به الأحوال في أنواع من المباشرات على ( … ... ) (١) من يده أوقاف شيخو الخانقاه والجامع.

وكان مشكورًا في مباشراته، وآل به الأمر أن وُلّي كتابة المماليك، ثم الوزارة والإستادّارية، وتكرّر له ذلك فيهما غير ما مرة، وكان لا بأس به، كثير المواظبة على الصلوات، مع رياسة وشُهرة وصدق لهجة. وكان يُعاب بحدّةٍ في مزاجه.

توفي بطّالًا بداره في ليلة الثلاثاء حادي عشر جمادى الآخرة.

١٤٦ - فيروز النَوروزي (٢) الرويس.

الخادم، الطواشي، زين الدين، زمام الآدُر السلطانية والخازندار.

كان من خدّام الأمير نوروز الحافظي وطواشيته، وتنقّلت به الأحوال بعده في المِحَن والخطوب إلى [أن] ولي خُشداشه أرغون شاه النوروزي الأستادّارية الكبرى، فجعل فيروز هذا كاشف البحيرة، فلم تُحمد له سيرة بها وجرت عليه أمور بعد عزل أرغون شاه عن الأستادارية بل وخطوب وأنكاد إلى أن ولّاه الظاهر جقمق الخازندارية، ثم الزمامية على ما تقدّم ذِكر ذلك في محلّه في دولة الظاهر في متجدّدات سنة ستّ وأربعين وثمانمائة. ولم يزل على ذلك إلى سلطنة المؤيَّد أحمد بن إينال، وبَغَتَه أجله في دولته.

وكان رأسًا في الشح والبُخل راسخًا فيهما، سيء الأخلاق، حادّ المزاج، مذموم السيرة، بل والسريرة. وكان إذا توجّه للسلطان للدُهيشة يمشي من طبقة الزمام إليها على رجليه، وإذا أراد الصلاة أن حدّثته نفسه بهما صلّاها جالسًا -أعني الفريضة- معتذرًا لعجزه وكبِرَ سنّه، وهذا يدلّ على غاية الجهل وعلى التهاون بالصلاة وعدم المبالاة بأمور الدين، وكان يُتّهم بمال كبير، ووجد له بعد موته فوق المائة ألف دينار ذهبًا عينًا وانتقلت لأنه كان يقال إن ماله أضعاف ما وُجد له، هانه لم يظفر من ماله إلّا بالبعض وهو هذا المقدار، فلا حول ولا قوّة إلّا باللَّه.


(١) مقدار كلمتين ممسوحتين.
(٢) انظر عن (فيروز النوروزي) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣١٢، ٣١٣، والدليل الشافي ٢/ ٥٢٤ رقم ١٨٠٦، والمنهل الصافي ٨/ ٤١٦ - ٤٢٠ رقم ١٨١٤، ونزهة النفوس ٤/ ٢٥٢، والتبر المسبوك ١/ ١١٤ و ١٥٣ و ٣١٢ و ٢/ ١٦٢ و ٣/ ١١ و ٤٤ و ٤/ ٨٣، والذيل التام ٢/ ١٥٩، والضوء اللامع ٦/ ١٧٦ رقم ٦٠٠، ووجيز الكلام ٢/ ٧٤٥ رقم ١٧١٢، ونيل الأمل ٦/ ١٠٨، ١٠٩ رقم ٢٥٢٨، وبدائع الزهور ٢/ ٣٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>