للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

توفي فيروز هذا في يوم الخميس خامس عشرين شعبان أو رابع عشرينه بعد مرض طويل، ودُفن بتربة أنشأها بالصحراء، وبه تُعرف الآن.

وكان له زيادة على الثمانين سنة.

١٤٧ - كُزَل السُّودوني (١).

أحد العشرات ورؤوس (٢) النُوَب، ومعلّم الرمح المعروف بالمعلّم.

كان من مماليك سودون قريب الظاهر برقوق الذي كان يقال له سيّدي سودون، وولي نيابة الشام، وهو مشهور الترجمة، وتنقّلت الأحوال بصاحب الترجمة بعد موت أستاذه إلى أن أُمّر عشرة في دولة الأشرف برسباي وصيّره من رؤوس (٣) النُوَب ومعلّم الرمح، ونالته السعادة بسبب تعليم الرمح، ودام على ما هو عليه إلى أن مات الأشرف، فكان كُزَل هذا من حزب ولده العزيز، ولما خُلع العزيز حقد عليه الظاهر جقمق ذلك، لكن صار يحتمله على عادته في ذلك من غير أن يلتفت إليه مرة. ثم أخرجه إلى مكة أميرًا على الجند الراكز بها، فبقي بها مدّة، ثم أخرج عنه إمرته فقدم القاهرة ودام بها بطّالاً مدّة إلى أن مات الظاهر وتسلطن ولده المنصور، فكان ممن قام معه في تلك الكائنة التي آلت إلى خلعه فحقدها عليه الأشرف إينال فأخرج عن إمرته فإن المنصور كان أمّره عشرة ثانيًا، ودام مدّة بطّالًا، ثم رضي عليه الأشرف إينال المذكور وأفره عشرة ثالثاً، ودام على ذلك حتى بَغَتَه الأجل.

وكان إنسانًا حسنًا مليح الشكالة مع قِصَر قامته، حسن الهيئة والملتقى، ذا تؤدة وأدب وحشمة، خيّرًا، ديّنا، فصيحًا في العبارة، ورأسًا في معرفة الرمح وفي تعليمه، انتهت إليه الرياسة في ذلك.

توفي في يوم السبت ثاني عشرين جمادى الآخرة، ودُفن من غده بتربة له أنشأها بالصحراء. وكان له نحوًا من تسعين سنة، بتقديم التاء.

١٤٨ - محمد بن أيتمش (٤) الخضري، ناصر الدين الجركسي الأصل، القاهري، الحنفي.


(١) انظر عن (كُزَل السودوني) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣١٢، والدليل الشافي ٢/ ٥٥٧، ٥٥٨ رقم ١٩٠٢، والمنهل الصافي ٩/ ١٣٣، ١٣٤ رقم ١٩١٩، والضوء اللامع ٦/ ٢٢٧ رقم ١٧٧٨، ووجيز الكلام ٢/ ٧٤٤ رقم ١٧٠٩، والذيل التام ٢/ ١٥٨، ونيل الأمل ٦/ ١٠٦ رقم ٢٥٢٧، وبدائع الزهور ٢/ ٣٧٣.
(٢) في الأصل: "روس".
(٣) في الأصل: "روس".
(٤) انظر عن (محمد بن أيتمش) في: نيل الأمل ٦/ ٩٨ رقم ٢٥٢٢، وبدائع الزهور ٢/ ٣٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>