للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووالده أيتمش قد عرفت ترجمته فيما تقدّم.

كان ناصر الدين هذا أحد أعيان أولاد الناس والمختصّين بالأشرف إينال لكونه كان ابن (١) أخت زوجته وابن (٢) مملوك والد أستاذه، وكانت أمّه تُسمّى الست تتر، وهي خالة المؤيَّد أحمد بن الأشرف إينال.

وكان صاحب الترجمة شابًا مُتْرَفًا، كثير المال، مسرفاً على نفسه، ثم أظهر التوبة والإقلاع، على أنه يقال إنه فعل ذلك صبراً، واللَّه أعلم. وأقبل على طلب العِلم، وبقي يحضر على التقيّ الشُمُنّي، وصار يجيء إلى زاوية تقيّ الدين بالمصنع في ليالي دروس الشُمُنّي فيبيت بالزاوية المذكورة في جمع من حشمه وخدمه، بل نقل إليها الكثير من متاعه، وصار يُظهِر التنسّك والعبادة ويلازم الأوراد والأذكار. وكان أولًا يعارض ولد خالته المؤيَّد أحمد ويُظهر الاستعلاء عليه، وله في ذلك حكايات تطول.

وكان شابًا حسنًا شهمًا، وله كرم نفْس، وكان يدّعي أنه أحمد من ولد خالته لكون أبيه كان أحمد بن إينال، وكذا أنه كانت أحمد من أمّ المؤيَّد، وكان يحضر مجلسه الكثير من الظرفاء وأولاد الناس وأهل الفنون، وله ثروة طائلة ومتعة عيش، ولعلّ موته على التوبة مما ينفعه.

وكان حسن السمت والعِشرة والمحاضرة، فكِهًا، خيّرًا، ديّنًا بأخرة وعلى ذلك!

توفي في أثناء ذلك في يوم الثلاثاء ثامن ربيع الآخر.

وكانوا في دفنه، فقبل أن يُنزل إلى قبره حضر المقام الشهابي من السرحة التي حدّثنا كيفية خروجه إليها التي كانت آخر سرحاته المشهورة فأدركه قبل دفنه وتأسّف عليه إلى الغاية على ما كان بينهما من المناظرة، ومع ذلك فتألّم لموته لكونه رُبّي وإيّاه، وهو ابن (٣) خالته.

١٤٩ - محمد بن محمد بن أبي القاسم المَشَدّالي (٤)، المغربي، البجّائي (٥)، المالكي.


(١) في الأصل: "بن".
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) في الأصل: "بن".
(٤) انظر عن (المشدّالي) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣١١، والضوء اللامع ١٠/ ١٨٠ - ١٨٨ رقم ٤٦٦، ونظم العقيان ١٦٠، وبدائع الزهور ٢/ ٣٨٨، وهدية العارفين ٢/ ٢٠٢، ومعجم المؤلفين ١١/ ٢٦٠، وموسوعة علماء المسلمين (المستدرك) ص ٢٦١ - ٢٦٤ رقم ٢٢٦.
و"المَشَدّالي": بفتح الميم والمعجمة وتشديد اللام، نسبة لقبيلة من زواوة.
(٥) البَجّائي: نسبة إلى بجّاية. وفي نظم العقيان: "البخاري" وهو غلط، وفي نيل الأمل: "البجالي "، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>