للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يخرج البزدغاني ويُرِه (١) للظالم على زعمه، ويقول له: إن قانِباي يأخذ منك الحق غصبًا بهذا ويوصله إلى صاحبه.

وكان كثير التودّد إلى الوالد، وبينه وبينه محبّة أكيدة وصحبة قديمة. وكان كثيرًا ما يقوم في قضاء حوائجه وأشغاله حين توجّه الوالد عن الديار المصرية وبعده ويتلطّف بأموره لدى الظاهر جقمق ويتعصّب له جدًّا، وإذا حضر عنده عظّمه وأجلّه ورفع من محلّه.

وكان بقانِباي هذا النفع في أحكامه وخلاص الحقوق، وله عدّة آثار وأبنية، من ذلك جامعه الذي بخطته الذي هو في هيئة زاوية بالقرب من داره، وهو بالرُميلة بلصق خط البارع الكامل، شمس الدين محمد بن (٢) موسى بن محمود الراميني الأصل، الحنفي، أمام الخانقاه الشيخونية، ثم تركه لولده القاضي شهاب الدين أحمد، ولأخيه يحيى الطفل، وإلى جانب هذا الجامع سبيل حسن، وبالقرب منه مكتب للأيتام للسبيل، وبقرب من ذلك أيضًا حوض سبيل مُعَدّ لشُرب البهائم، وبقرب ذلك الحمّامين الحسنين للرجال والنساء، وغير ذلك من الأبنية في هذا الخط. ومن ذلك أيضًا التربة المعظّمة التي أصلها لأستاذه جركس، ثم جدّدها هو تجديدًا هائلًا، وبها دُفن أستاذه الظاهر جقمق، وقد تقدّم ذكرها غير ما مرة في ترجمة ولده محمد، وفي ترجمة محمد بن الظاهر جقمق، وفي ترجمة الظاهر أيضًا. وهي تربة أنيقة بها خطبة وحضور أيضًا. وكانت مشيختها بيد شيخنا العلّامة التّقيّ الشُمُنّي، وهي بيد ولده الآن، وبها مكتب للسبيل أيضًا.

توفي قانِباي هذا بثغر دمياط بطالًا في يوم السبت رابع عشر ربيع الآخر، وحُمل منها ميتًا كما هو فاستُقدم إلى القاهرة وجُهّز بها وكُفّن، وأحضرت جنازته إلى سبيل المؤمني، ونزل الظاهر خُشقدم فحضر الصلاة عليه، وكانت جنازته حافلة، وحُمل إلى تربته التي ذكرناها فدُفن بها، وكان سنّه يوم مات نحو الثمانين أو زاد عليها، وترك موجودًا كبيرًا.

١٧٣ - محمد بن إينال (٣).

الأمير ناصر الدين ابن (٤) السلطان الأشرف سيف الدين، أبي (٥) النصر الجركسي الأصل، القاهري، الحنفي.


(١) هكذا في الأصل. والصواب: "ويُريه".
(٢) في الأصل: "بن".
(٣) انظر عن (محمد بن إينال) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٢١٧، والضوء اللامع ٧/ ١٤٨ رقم ٣٦٦، والذيل التام ٢/ ١٦٤، ووجيز الكلام ٢/ ٧٤٩ رقم ١٧٢٤، ونيل الأمل ٦/ ١٤٩ رقم ٢٥٥٤، وبدائع الزهور ٢/ ٣٩٩.
(٤) في الأصل: "بن".
(٥) في الأصل: "أبو".

<<  <  ج: ص:  >  >>