للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأُخرج هو وجانبك معاً، ودُفنا. وعُدّ ذلك من نوادرهما كونهما ترافقا حتى في القتل والتجهيز.

١٨٦ - / ٦٥ ب/ جانِبَك الظاهري (١)، المعروف بنائب جُدّة.

الدوادار الكبير.

كان في الأصل من مماليك الخَوَنْد شقراء أو زوجها الأتابك جرِباش بعد أن تنقّل قبل ذلك في عدّة أملاك. وتنقّلت به الأحوال حتى ملكه الظاهر جقمق ورقّاه في أيامه إلى الخاصكية، ثم ولّاه شادّية جدّة فباشرها عدّة سنين وهي سبب سعادته وثروته وذِكره وشُهرته، لا سيما ببلاد الحجاز فإنه شُهر بها جداً وعظُم أمره، وعرف الناس وعرفوه، حتى ملوك الأطراف مما يلي الحجاز وكافأوه (٢) وهادوه من الهند، واليمن، والحبشة. وغير ذلك. وتردّد إليه قُصّاد ملوك تلك البلاد، ونال من الخدمة والوجاهة بجدّة ما لم ينله قبله ولا بعده إلى يومنا هذا غيره، وصار حاكم الحجاز في وقته لا سيما بعد كائنة تمراز المصارع، فإنه كان صُرف عن جُدّة بتحسين البجاسي ذلك للظاهر. ووُلّي تمراز، فلما جرى منه ما جرى ندم الظاهر على صرفه وأعاده مسؤولاً في ذلك، فزادت شُهرته وعظمته وقام بأعباء كثيرة من الأمور بتلك البلاد، بل وقام بولاية صاحب مملكة (٣) محمد بن بركات الموجود بها الآن، وكان إليه المرجع هناك، ولم يزل على ذلك حتى مات أستاذه الظاهر، وولي ولده المنصور فولّاه الأستادّارية عوضاً عن زين الدين على ما أسلفنا ذلك في محلّه واضحاً بيّنًا بسببه في أول سلطنة المنصور عثمان في سنة سبع وخمسين، وباشر الأستادّارية مباشرة أرضت المنصور وقام قومة كبيرة في تحصيل النفقة السلطانية على الجُنْد حتى سدّ ذلك.

ثم لما جرت فتنة المنصور و [أراد] جانبك زواله انحاز إلى جهة الأتابك إينال بحيلته ورأيه إليه جماعة من خُشداشيه فلم يُنكب بعد خلع المنصور بل قرّبه الأشرف إينال وأخذ هو في السعي إلى جمع كثير من مقدَّمين الألوف، وباشر جُدّة وهو على التقدمة فزادت وجاهته وبقي حاله على ذلك حتى مات الأشرف إينال بعد


(١) انظر (جانبك الظاهري) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٢٠ - ٣٢٤، والمنهل الصافي ٤/ ٢٤٣ - ٢٤٨ رقم ٨٢٩، والدليل الشافي ١/ ٢٣٩، ٢٤٠ رقم ٨٢٧، ووجيز الكلام ٢/ ٧٥٢، والذيل التام ٢/ ١٦٧ وفيه "جانبك الجداوي"، والضوء اللامع ٣/ ٥٧ رقم ٢٣٥، ونيل الأمل ٦/ ١٦٧، ١٦٨ رقم ٢٥٧٢، وبدائع الزهور ٢/ ٤٠٧.
(٢) في الأصل: "وكافيوه".
(٣) في الأصل: "صاحب ملكة".

<<  <  ج: ص:  >  >>