للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٩١ - طوخ الأبوبكري (١)، الناصري.

أحمد الخمسات. المعروف بكسّا.

كان من مماليك الناصر فرج، وتنقّلت به الأحوال بعد قتله في خدم عدّة من الأمور، كنوروز الحافظي، بل وغيره، وآل به الأمر أن نزل إلى ديوان الجند السلطاني جَمْدارًا في دولة الأشرف بَرسْباي، ثم صيّره خاصكيًّا بعد ذلك على إقطاع جيّد. ولما تسلطن الظاهر جقمق زاده على إقطاعه، فصلح لأن يقال له أمير خمسة، بل كان يقال له "الأمير"، ودام على ما هو عليه مدّة حتى بَغَتَه أجله.

وكان إنسانًا حسنًا، خيّرًا، ديّنًا، عاقلًا، حشمًا، ساكنًا، سيوسًا، من خيار طائفة الجركس.

توفي في هذه السنة ولم يحضُرْني شهرُ وفاته.

- • وترك ولده الناصري محمد أحد أجناد الحلقة الآن. إنسان حسن السمت والملتَقَى، كثير السكون، لا بأس به في أبناء جنسه.

١٩٢ - عائشة بنت جقمق (٢).

الخَونْد ابنة الظاهر، وأخت المنصور، وزوجة الأتابك أُزبك ططخ. أعني أتابك زمننا هذا.

قد تقدّم ذِكر زواج أُزْبَك بها في دولة أبيها، وهو من العشرات. وذكرنا كيف جُهّزت، وكيف دخل عليها أُزبَك المذكور في منزل خالها أخي (٣) أمّها الخَوَند ابنة البارزي، فإنها مولودة منها، وكانت أمّها مطلّقة من السلطان على ما تقدّم في ذلك، ودامت بعصمته، ونزل السلطان إلى دارها لزيارتها غير ما مرة.

وكانت جميلة، حسنة الذات، شابّة، رئيسة، مشكورة.

توفيت في عصر يوم الإثنين عاشر جمادى الأول، وسِنّها دون الثلاثين سنة.

وكان زوجها غائبًا بالسرحة وما حضر جنازتها. وكان ( … ) (٤) مقدّميّة الألوف. وأُخرجت جنازتها حافلة جدًّا، فأُحضرت إلى سبيل المؤمني، ونزل السلطان فحضر الصلاة عليها، ودُفنت بتربة قانباي الجركسي حيث دُفن أبوها (٥)


(١) انظر عن (طوخ الأبوبكري) في: نيل الأمل ٦/ ١٧١ رقم ٢٥٧٥، وبدائع الزهور ٢/ ٤١١، ولم يترجم له السخاوي.
(٢) انظر عن (عائشة بنت جقمق) في: نيل الأمل ٦/ ١٥٩ رقم ٢٥٦٣، وبدائع الزهور ٢/ ٤٠٤، ولم يذكرها السخاوي في تراجمه.
(٣) في الأصل: "أخو".
(٤) كلمتان ممسوحتان.
(٥) في الأصل: "دُفن أبيها".

<<  <  ج: ص:  >  >>