للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الترجمة فاستولدها أحمد هذا وغيرَه، فالتجأ أحمد للسلطان محمد بن عثمان (١)، ووقع لهم أمور، وحروب يطول (٢) الشرح في ذكرها، آلت وكانت سببًا لزوال ملكهم عن آخرهم، واستيلاء محمد بن عثمان عليه بعد فرار إسحاق هذا إلى دياربكر، واتصاله يحسن الطويل، ودام بها حتى مات هناك في سنة ثلاث وسبعين (٣) وثمانمائة، كما ستأتي ترجمته إن شاء اللَّه تعالى في السنة المذكورة.

٢١٢ - أحمد بن برْسْباي (٤) الجركسيّ الأصل، القاهري، الحنفي.

المقام الشهابي، شهاب الدين، ابن (٥) السلطان الأشرف سيف الدين. تركه والده حين مات حملًا.

وأمّه أمّ ولد جركسيّة الجنس، اسمها مَلَكْ بَاي، وقد تقدّمت ترجمتها.

ولد ولدها هذا في سنة اثنتين (٦) وأربعين وثمانمائة.

ونشأ تحت كَنَف قريب والده الأمير قرقماس الجلب، فإنه تزوّج يملك باي المذكورة، وتولّى كفالة ولد أستاذه فربّاه أحسن تربية حتى نشأ (٧) نشأة حسنة، وكبُر، ومات أمّه. ودام مقيمًا بعدها بمنزل قرقماس أيضًا مستمرًا عنده، وما جَسَر أحد من الملوك أن يقتلعه من قرقماس ويبعث به إلى الإسكندرية، بل قصد غير واحد من السلاطين ذلك، وأن يزوره عند أخيه بالثغر السكندري، فلم يسمح قرقماس بذلك، بل كان يقول: إذا أخرج هذا فإلى أيّ جهة يَخرج أخرج أنا أيضًا معه، لعزّته عنده وتربيته ومحبّته فوق حجّة الأولاد، لا سيما وهو قريبه وربيبه، وولد أستاذه، فتركوه لجودة قرقماس وحُسن طاعته للملوك وسكونه، واطمأنّوا بإقامته بالقاهرة بهذا المقتضى، ولم يزل مقيمًا بها إلى أن بلغ مبالغ الرجال، وهو مع ذلك لم يره أحد، ولا نَظَرَه من له شُهرة، ولم يخرج من منزل قرقماس هذا حتى ولا إلى صلاة الجمعة والعيدين، وكان يسمع به ولا يرى شخصه، وكان على


(١) في المجمع المفنّن ١/ ٢٣٥ "محمد بن مراد بن عثمان".
(٢) في الأصل: "يطل".
(٣) في المجمع المفنَّن ١/ ٢٣٥ "ومات في تلك البلاد سنة سبعين". وهو الصحيح، وستأتي ترجمته فيها لاحقًا.
(٤) انظر عن (أحمد بن برسباي) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٢٩، ٣٣٠، والضوء اللامع ١/ ٢٤٧، ووجيز الكلام ٢/ ٧٦٣، ٧٦٤ رقم ١٧٥٨، والذيل التام ٢/ ١٧٩، ونيل الأمل ٦/ ١٨٠، ١٨١ رقم ٢٥٨٤، والمجمع المفنّن ١/ ٣٩٣، ٣٩٤ رقم ٣١٤، وبدائع الزهور ٢/ ٤١٤، وشذرات الذهب ٧/ ٣٠٩.
(٥) في الأصل: "بن".
(٦) في الأصل: "اثنين".
(٧) في الأصل: "نشاء".

<<  <  ج: ص:  >  >>