للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان إنسانًا حسنًا، مشكورًا، خيّرًا، ديّنًا، سيوسًا، عاقلًا، حشمًا، أدوبًا، عارفًا.

توفي في ليلة الخميس ثامن عشر ذي الحجة، وجُهّز صبيحة ذلك اليوم، وأُحضرت جنازته لمصلَّى المؤمني، ونزل السلطان فحضر الصلاة عليه.

وكان قد جاوز الستين من العمر فيما أظنّ.

واسمه تقدّم معناه فيما مرّ في "تغري".

٢٩٩ - جانِبَك من أمير (١) الأشرفي.

أحد مقدَّمين (٢) الألوف والدوادار الثاني، المعروف بالظُرَيف، بالتصغير.

كان من مماليك الأشرف بَرْسْباي من صغارهم، وصُيِّر خاصكيًا في دولة الظاهر جقمق، واختصّ به وقرّبه، وصيّره بعد خاصكيّته خازندارًا صغيرًا، ثم دوادارًا صغيرًا، ثم أمّره عشرة. ودام كذلك إلى سلطنة الأشرف إينال، فصيّره خازندارًا كبيرًا، أظنّ على إمرة طبلخاناة، ودام على ذلك حتى تسلطن الظاهر خُشقَدَم، وكان أحد القائمين من الأشرفية البَرْسبائية بسلطنته، بل قام في سلطنته أول الناس فبايعه، وقبّل له الأرض قبل كل أحد، وتبِعه الناس على ما عرفت ذلك في المتجدّدات في سلطنة خُشقَدم في سنة خمسٍ وستين، فصيّره الظاهر هذا دوادارًا ثانيًا عِوَضًا عن بُرْدُبك الفرنجي، بحكم القبض عليه، وصيّره من مقدَّمين (٣) الألوف، وعُدّ ذلك من نوادر جانبك هذا، فإنه لم يقع لأحدٍ قبله ذلك في القرب من هذا الزمان.

وكان قد تزوّج في دولة الأشرف إينال بالست () (٤) ابنة الظاهر جقمق، ودامت معه لموته، وهي الآن زوجة الأتابك أُزبَك على ما قدّمنا ذلك. ولم تطُل أيام جانبك هذا في الدوادارية الثانية حتى قبض الظاهر خُشقَدَم عليه مع من قبض من الأشرفية خُشداشيه بالقصر، وحُبس عدّة سنين في غير ما سجن، آخر ذلك سجن قلعة صفد، وبها بَغَتَه الأجَل مسجونًا.

وكان شابًا حسنًا، شكلاً، جميل الصورة، وضيئاً، بهيّ الهيئة، حسن


(١) انظر عن (جانبك من أمير) في: وجيز الكلام ٢/ ٧٨٠ رقم ١٧٩٧، والذيل التام ٢/ ١٩٧، والضوء اللامع ٣/ ٥٣ رقم ٢١٠، ونيل الأمل ٦/ ٢٤٧ رقم ٢٦٥٩، وبدائع الزهور ٢/ ٤٤١.
(٢) الصواب: "أحد مقدَّمي".
(٣) الصواب: "من مقدَّمي".
(٤) في الأصل بياض.

<<  <  ج: ص:  >  >>