للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذات، ذا شجاعة وإقدام، ومعرفة تامّة بأنواع الأنداب والتعاليم ما بين رمح ونشاب، وله خبرة بالبُرْجاس (١)، وغير ذلك من أنواع الفروسية وفنون الملاعيب، مع طيش وخفّة وجبروت، وبأوٍ زائد وتعاظُم، وبُخل وشُحّ إلى الغاية. وكان مع ما فيه من الجبروت إذا حضر إليه الوالد أجلّه ورفع من محلّه، وقام له، وخرج عن مكانه وذلك في عهد نهاية عظمته، مع مخاطبته بالخطاب المُشْعِر بغاية التعظيم، من جملة ذلك قوله: نحن ( … ) (٢) بعين أستاذنا، يشير إلى الأشرف بَرْسْباي، حتى كان غالب من يراه في ( … ) (٣) مع الوالد يتعجّب غاية التعجّب، لِما عُهد به هذا من التعاظم وشُهر به، وبل التكبَّر على الخاص والعام.

توفي في () (٤).

٣٠٠ - جانَم المؤيَّدي (٥).

أحد العشرات ورؤوس (٦) النُوَب، المعروف بحرامي شَكَل. ومعناه شكل الحرامية، أي المشبَّه لهم.

كان من أصاغر مماليك المؤيَّد شيخ، ومن المساخير الأوباش الأطراف في الطائفة الجركسية، بل في طائفة الأتراك، لم يُر كمثله (٧) ضحكة لكل حركة.

تنقّلت به الأحوال بعد موت المؤيَّد في الخمول والفقر والفاقة والشحادة. وكان كثير التردّد إلى أبواب المشاهير بالكرم من الأمراء، بل وغيرهم، وصناعته التقرّب إلى خواطرهم بالبجاحة والتمسخر والمَضَاحك. ولما تسلطن الظاهر جقمق جعله بوّابًا، وأقطعه إقطاعًا حسنًا جدًا، حسُن به حاله، وكان سببًا لانقطاعه عن التكدّي من الأكابر بواسطة ذلك الإقطاع، من استشرافه إلى ذلك لاعتياده به واستطلاعه إليه، وإنّما كان يخشى الظاهر لئلّا يبلغه عنه ذلك، ولذلك امتنع من الشحادة، على أنه كان عنده بقاياها مع بعض أُناس يقصدهم من أكابر الأكابر، ففي


(١) البُرجاس: لعبة من ألعاب الرياضة اقتبسها العرب من الفرس وتتكوّن من غرض طائر يكون في الهواء أو على رأس رمح أو نحوه يطلبون إصابته بالنشاب. ويقال: إن الرشيد أول من لعب البُرجاس. (القاموس الإسلامي ١/ ٢٩٧).
(٢) كلمة ممسوحة.
(٣) كلمة ممسوحة لعلّها: "يمشي".
(٤) بياض في الأصل.
(٥) انظر عن (جانم المؤيَّدي) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٤٣، ٣٤٤، ونيل الأمل ٦/ ٢٤٧ رقم ٢٦٦٠، وبدائع الزهور ٢/ ٤٤١.
(٦) في الأصل: "روس".
(٧) في الأصل: "حمله".

<<  <  ج: ص:  >  >>