للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الظاهرية، وخدم بعده عند الظاهر جقمق وهو يومئذٍ الأميراخور الكبير في دولة الأشرف بَرسْباي، ودام معه في السرّاء والضرّاء إلى أن تسلطن، فقرّبه وأدناه واختصّ به ورقّاه، وصيّره ساقيًا، وعظُم عند الناس ووجْه. وكان له ذِكر وصيت وشُهرة في دواته، ونفدت كلمته، وتوفّرت حرمته، وذُكر لحسن السيرة. ثم نقله الظاهر إلى وظيفة رأس نوبة الجَمْدارية، فزادت وجاهته فوق ما كانت وعلى ما كانت بأضعاف، وتوفّرت حُرمته، وأنهى قضايا مهمّة عند الظاهر، وأحسن السفارة، ودام على حُرمته وعزّته إلى أن بَغَتَه أجَله.

وكان من أجلّ الخدّام رياسة وأدبًا وحشمة وتواضعًا وخيرًا ودينًا، ذا حُسن هيئة وسمت وتؤدة، وعقل تام، ومعرفة وخبرة. وكتب الخط المنسوب، مع فضيلة كانت لديه، وكان يلمزه البعض ببعض بُخل. وبغرام وتولّع في لعِب الشطرنج، ومنهم من عدّة من نوادر الخدّام، وأنه لم يَخْلفه بعده مثلُه من أبناء جنسه.

توفي في ليلة الخميس عاشر شعبان، وأُحضرت جنازته لسبيل المؤمني، ونزل الظاهر خُشقدم فحضر الصلاة عليه، وحُمل إلى تربة قانِبَاي الجركسي فدُفن بها.

وكان سنّه نحو الستين سنة أو بَلَغَها، والله أعلم.

٣٠٢ - حسن الرَّهُوني (١).

القاضي بدر الدين المالكي.

كان أسلافه ممن لهم شُهرة وذِكر، وكذا هو.

ولد قُبيل العشرة (٢) وثمانمائة.

ونشأ مشتغلاً بالعلم، وأخذ عن جماعة، ثم ناب في القضاء، وصرفه السلطان مرة، وكتب عليه قَسامة أنه لا يتولّى بعد ذلك. ووقع له غير ما كائنة لتهوّره في أحكامه، ولم يكن خاليًا من فضيلة.

توفي في يوم الثلاثاء مستَهلّ ربيع الأول.

٣٠٣ - خالد بن أيوب (٣) بن خالد.


(١) انظر عن (حسن الرَهُوني) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٤٤، والضوء اللامع ٨/ ٢٢٦، ٢٢٧ رقم ٥٩٧، ونيل الأمل ٦/ ٢٢٦ رقم ٢٦٣٤.
و"الرهوني" نسبة لقبيلة بالمغرب.
(٢) الصواب: "العاشرة".
(٣) انظر عن (خالد بن أيوب) في: النجوم الزاهرة ١٦/ ٣٤٩، ووجيز الكلام ٢/ ٧٧٦ رقم ١٧٨٣، والذيل التام ٢/ ١٩٢، والضوء اللامع ٣/ ١٧٠ رقم ٦٥٦، وبدائع الزهور ٢/ ٤٣٨، ٤٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>