كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب الأشربة والحد فيها - باب التعدي والاطلاع - ج: 17 - ص: 557

قالا: حدثنا حَمّادُ بنُ زَيدٍ، عن عُبَيدِ اللهِ بنِ أبي بكرٍ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ، أن رَجُلًا اطَّلَعَ في بَعضِ حُجَرِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقامَ إلَيه رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بمِشْقَصٍ (١) أو بمَشاقِصَ، فذَهَبَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَحوَ الرَّجُلِ يَختِلُه (٢) ليَطعُنَه بهِ. وقالَ الحَجّاجُ: فكأنِّي أنظُرُ إلَى رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَختِلُه ليَطعُنَه (٣). رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن أبي النُّعمانِ، ورَواه مُسلِمٌ عن يَحيَى بنِ يَحيَى وغَيرِه عن حَمّادٍ (٤).

١٧٧١٥ - أخبرَنا أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عُمَرَ بنِ حَفصٍ المُقرِئُ ابنُ الحَمّامِيِّ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو محمدٍ إسماعيلُ بنُ عليِّ بنِ إسماعيلَ الخُطَبِيُّ، حدثنا إبراهيمُ بنُ إسحاقَ الحَربِيُّ، حدثنا موسَى بنُ إسماعيلَ، حدثنا أبانُ بنُ يَزيدَ، عن يَحيَى بنِ أبي كَثيرٍ، عن إسحاقَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي طَلحَةَ، عن أنَسِ بنِ مالكٍ، أن أعرابيًّا أتَى بابَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فألقَمَ عَينَه خَصاصَةَ البابِ (٥)، فبَصُرَ به النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فأخَذَ عودًا مُحَدَّدًا فوَجأ (٦) عَينَ الأعرابِيِّ فانقَمَعَ (٧)، فقالَ: "لَو ثَبَثَّ لَفَقأتُ عَينَكَ" (٨).

---

(١) المشقص: نصل السهم إذا كان طويلا غير عريض. النهاية ٢/ ٤٩٠.
(٢) يختله: يغتفله ويراوغه ليقتله. مشارق الأنوار ١/ ٢٣٠.
(٣) أخرجه أحمد (١٣٥٠٧، ١٣٥٤٣)، وأبو داود (٥١٧١) من طريق حماد بن زيد به.
(٤) البخاري (٦٢٤٢، ٦٩٠٠)، ومسلم (٢١٥٧).
(٥) أي: جعل الشق - أي: الخصاصة - الذي في الباب محاذى عينه، فكأنه جعله للعين كاللقمة للفم. النهاية ٤/ ٢٦٦.
(٦) وجأ: ضرب. التاج ١/ ٤٨٢ (و ج أ).
(٧) انقمع: رد بصره ورجع. التاج ٢٢/ ٨١ (ق م ع).
(٨) أخرجه النسائي (٤٨٧٣) من طريق أبان به.