للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقَد مَضَى فى حَديثِ أبى سعيدٍ الخُدرِىِّ: غَزَونا (١) المُصطَلِقَ فسَبَينا كَرائمَ العَرَبِ، فأَرَدنا أن نَستَمتِعَ ونَعزِلَ فسألنا رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقالَ: "لا عَلَيكُم ألَّا تَفعَلوا" (٢).

وأَمّا ما قال فى هَوازِنَ ففيما:

١٨٠٧٩ - أخبرَنا أبو عمرٍو الأديبُ، أخبرَنا أبو بكرٍ الإسماعيلِىُّ، أخبرَنى الحَسَنُ وهو ابنُ سُفيانَ، حدثنا محمدُ بنُ يَحيَى، حدثنا يَعقوبُ بنُ إبراهيمَ بنِ سَعدٍ، حَدَّثَنِى ابنُ أخِى ابنِ شِهابٍ، عن عَمِّه قال: وزَعَمَ عُروَةُ بنُ الزُّبَيرِ أن مَروانَ والمِسوَرَ بنَ مَخرَمَةَ أخبَراه أن رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قامَ حينَ جاءَه وفدُ هَوازِنَ مُسلِمينَ فسألوه أن يَرُدَّ إلَيهِم أموالَهُم وسَبيَهُم، فقالَ لَهُم رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَعِى مَن تَرَونَ، وأَحَبُّ الحديثِ إلَىَّ أصدَقُه، فاختاروا إحدَى الطّائفَتَينِ؛ إمّا السَّبىَ وإمّا المالَ، وقَدِ استأنَيتُ بكُم". وكانَ أنظَرَهُم رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بضعَ عَشْرَةَ لَيلَةً حينَ قَفَلَ مِنَ الطّائفِ، فلَمّا تَبَيَّنَ لَهُم أن رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- غَيرُ رادٍّ إلَيهِم إلَّا إحدَى الطّائفَتَينِ قالوا: فإِنّا نَختارُ سَبيَنا. فقامَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فى المُسلِمينَ فأَثنَى على اللهِ بما هو أهلُه ثُمَّ قال: "أمّا بَعدُ، فإِنَّ إخوَتَكُم (٣) قَد جاءوا تائبينَ، وإِنِّى قَد رأيتُ أن أرُدَّ إلَيهِم سَبيَهُم، فمَن أحَبَّ مِنكُم أن يُطَيِّبَ ذَلِكَ فليفعَلْ، ومَن أحَبَّ مِنكُم أن يَكونَ على حَظِّه حَتَّى نُعطيَه إيّاه مِن أوَّلِ ما يُفِئُ اللهُ عَلَينا".


(١) بعده فى س، م: "بنى".
(٢) تقدم فى (١٨٠٣٠).
(٣) فى س، ص ٨، م: "إخوانكم".