كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب السير - باب إظهار دين النبي - صلى الله عليه وسلم - على الأديان - ج: 18 - ص: 592

رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديثِ ثَلاثَ مَرّاتٍ لا نَعلَمُ أنَّه أقسَمَ في حَديثٍ مِثلَهُ (١).

وقَد مَضَى في هذا الكِتابِ عن ابنِ زُغبٍ الإيَادِيِّ عن عبد اللهِ بنِ حَوالَةَ عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَيُفتَحَنَ لَكُمُ الشامُ ثُمَّ لَتقتَسِمُنَّ (٢) كُنوزَ فارِسَ والرّومِ" (٣).

١٨٦٥٠ - أخبرَنا أبو عبد اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بن يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بن عبد الجَبّار، حدثنا يونُسُ (٤) بن بُكَيرٍ، عن محمدِ بنِ إسحاقَ بنِ يَسارٍ في قِصَّةِ خالِدِ بنِ الوَليدِ حينَ فرَغَ مِنَ اليَمامَةِ قال: فكَتَبَ أبو بكرٍ الصَدّيقُ إلَى خالِدِ بنِ الوَليدِ وهو باليَمامَةِ: مِن عبد اللهِ أبي بكرٍ خَليفَةِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَى خالِدِ بنِ الوَليدِ والَّذينَ مَعَه مِنَ المُهاجِرين والأنصارِ والتّابِعينَ بإِحسانٍ، سَلامٌ عَلَيكُم، فإِنِّي أحمدُ إلَيكُمُ اللَّهَ الَّذِي لا إلَهَ إلا هو، أمّا بَعدُ فالحَمدُ للهِ الَّذِي أنجَزَ وعدَه ونَصَرَ عبدَه وأَعَزَّ ولله وأَذَلَّ عَدوَّه وغَلَبَ الأحزابَ فَردًا، فإِنَّ اللهَ الَّذِي لا إلَهَ إلا هو قال: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} [النور: ٥٥] وكَتَبَ الآيَةَ كُلَّها، وقَرأ

---

(١) المصنف في الدلائل ٦/ ٣٢٧، ويعقوب بن سفيان ٢/ ٢٨٨. وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢٢٩٥)، والطحاوى في شرح المشكل (١١١٤)، والطبراني في مسند الشاميين (٢٥٤٠) من طريق يحيى بن حمزة به.
(٢) في س، ص ٨، م: "لتقسمن".
(٣) تقدم في (١٨٥٩٢).
(٤) ليس في: س، م.