للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الآيَةَ - وعدًا مِنه لا خُلفَ له، ومَقالًا لا رَيبَ فيه، وفَرَضَ الجِهادَ على المُؤمِنينَ فقالَ: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} [البقرة: ٢١٦] حَتَّى فرَغَ مِنَ الآياتِ - فاستَتِمّوا مَوعِدَ (١) اللَّهِ إيّاكُم وأَطيعوه فيما فرَضَ عَلَيكُم، وإِن عَظُمَت فيه المَئونَةُ، واشتَدَّتِ (٢) الرَّزيَّةُ، وبَعُدَتِ الشُّقَّةُ (٣)، وفُجِعتُم في ذَلِكَ بالأموالِ والأنفُسِ؛ فإِنَّ ذَلِكَ يَسيرٌ في عَظيمِ ثَوابِ الله، فاغزوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ في سَبيلِ اللَّهِ: {خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} [التوبة: ٤١] كَتَبَ الآيَةَ - ألا وقَد أمَرتُ خالِدَ بنَ الوَليدِ بالمَسيرِ إلَى العِراقِ فلا يَبرَحْها حَتَّى يأتيَه أمرِي، فسيروا مَعَه ولا تَتَثاقَلوا عنه؛ فإِنَّه سَبيلٌ يُعَظِّمُ اللَّهُ فيه الأجرَ لِمَن حَسُنَت فيه نيَّتُه وعَظُمَت في الخَيرِ رَغبَتُه، فإِذا وقَعتُمُ العِراقَ فكونوا بها حَتَّى يأتيَكُم أمرِي، كَفانا اللهُ وإيّاكُم مُهِمّاتِ الدُّنيا والآخِرَة، والسَّلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ اللَّهِ وبَرَكاتُه.

قال الشيخُ: ثُمَّ بَيِّنٌ في التَّواريخِ وُرودُ كِتابِه عَلَيه بالمَسيرِ إلَى الشّامِ وإِمدادِ مَن بها مِن أُمَراءِ الأجناد، وما كان مِنَ الظَّفَرِ لِلمُسلِمينَ يَومَ أجنادِينَ في أيّامِ أبي بكرٍ الصدّيق، وما كان مِن خُروجِ هِرَقلَ مُتَوَجِّهًا نَحوَ الرّوم، وما كان مِنَ الفُتوحِ بها وبِالعِراقِ وبِأَرضِ فارِسَ وهَلاكِ كِسرَى وحَملِ كُنوزِه إلَى المَدينَةِ في أيّامِ عُمَرَ بنِ الخطابِ.


(١) في س، م: "بوعد".
(٢) في س، م: "واستبدت".
(٣) في س، م: "المشقة".