للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابنُ إسحاقَ عمرُو بنُ سَعدِىٍّ القُرَظىُّ، فمَرَّ بحَرَسِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وعَليه محمدُ ابنُ مَسلَمَةَ تِلكَ اللَّيلَةَ، فلَمّا رآه قال: مَن هَذا؟ قال: أنا عمرُو بنُ سَعدِىٍّ، وكانَ عمرٌو قَد أبَى أن يَدخُلَ مَعَ بَنِى قُرَيظَةَ فى غَدرِهِم، وقالَ: لا أغدِرُ بمُحَمَّدٍ أبَدًا. فقالَ محمدُ بنُ مَسلَمَةَ حينَ عَرَفَه: اللَّهُمَّ لا تَحرِمْنِى عَثَراتِ الكِرامِ. ثُمَّ خَلَّى سَبيلَه فخَرَجَ حَتَّى باتَ فى مَسجِدِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- تِلكَ اللَّيلَةَ، ثُمَّ ذَهَبَ فلَم يُدرَ أينَ ذَهَبَ مِنَ الأرضِ، فذُكِرَ شأنُه لِرسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فقالَ: "ذَلِكَ رَجُلٌ نَجّاه اللهُ بوَفائه" (١).

وذَكَرَ موسَى بنُ عُقبَةَ فى هذه القِصَّةِ: أن حُييًّا لَم يَزَل بهِم حَتَّى شأمَهُم (٢)، فاجتَمَعَ مَلَؤُهُم على الغَدرِ على أمرِ رَجُلٍ واحِدٍ، غَيرَ أسَدٍ وأَسيدٍ وثَعلَبَةَ، خَرَجوا إلَى رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- (٣).

١٨٨٩٠ - أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا محمدُ بنُ بكرٍ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا محمدُ بنُ يَحيَى بنِ فارِسٍ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أخبرَنا ابنُ جُرَيجٍ، عن موسَى بنِ عُقبَةَ، عن نافِعٍ، عن ابنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما-، أن يَهودَ النَّضيرِ وقُرَيظَةَ حارَبوا رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فأَجلَى رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بَنِى النَّضيرِ، وأَقَرَّ قُرَيظَةَ ومَنَّ عَلَيهِم، حَتَّى حارَبَت قُرَيظَةُ بَعدَ ذَلِكَ فقَتَلَ رِجالَهُم وقَسَمَ نِساءَهُم وأَموالَهُم وأَولادَهُم بَينَ المُسلِمينَ، إلَّا بَعضَهُم لَحِقوا برسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-


(١) المصنف فى الدلائل ٣/ ٤٠٨ - ٤١٠، ٤٢٨ - ٤٣١، ٤/ ٣١، ٣٢.
(٢) شأمهم: إذا جر عليهم الشؤم، أو أصابهم شؤم من قبله. التاج ٣٢/ ٤٤٦ (ش أ م).
(٣) المصنف فى الدلائل ٣/ ٣٩٨ - ٤٠٣.