للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٩٧٤٣ - أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ، أنبأنا أبو الحَسَنِ الطَّرائفِيُّ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ صالِحٍ، عن مُعاويَةَ بنِ صالِحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طَلحَةَ، عن ابنِ عباسٍ -رضي الله عنهما- في قَولِه: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا} [الأنعام: ١٣٦] قال: جَعَلوا لِلَّهِ مِن ثَمَراتِهِم ومالِهِم نصيبًا، ولِلشَّيطانِ والأوثانِ نَصيبًا، فإِن سَقَطَ مِن ثَمَرِ ما جَعَلوا للهِ في نَصيبِ الشَّيطانِ تَرَكوه، وإِن سَقَطَ مِمّا جَعَلوا لِلشَّيطانِ في نَصيبِ اللهِ التَقَطوه وحَفِظوه ورَدّوه إلَى نَصيبِ الشَّيطانِ، وهَكَذا في سَقىِ الماءِ. قال: وأمّا ما جَعَلوا لِلشَّيطانِ مِنَ الأنعامِ فهو قَولُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ} (١) [المائدة: ١٠٣].

قال الشّافِعِيُّ رَحِمَه اللهُ: ويُقالُ: نَزَلَ فيهِم {قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ} [الأنعام: ١٥٠] فرَدَّ إليهم (٢) ما أخرَجوا، وأعلَمَهُم أنَّه لَم يُحَرِّمْ عَلَيهِم ما حَرَّموا بتَحريمِهِم (٣).

وذَكَرَ سائرَ الآياتِ التى ورَدَت في ذَلِكَ.


(١) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٩/ ٥٦٩، وابن أبي حاتم في تفسيره (٧٩١١، ٧٩١٢) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح به.
(٢) في م: "عليهم".
(٣) الأم ٢/ ٢٤٣.