للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الإسماعيلِىُّ، أخبرَنِى أبو يَعلَى، حدثنا أبو خَيثَمَةَ، حدثنا جَريرٌ، عن يَزيدَ، عن زَيدِ بنِ وهبٍ، عن أبى بكرٍ الصِّدّيقِ -رضي الله عنه- أنَّه أتَى قُبَّةَ امرأةٍ فسَلَّمَ فلَم تُكَلِّمْه، فلَم يَترُكْها حَتَّى كَلَّمَتْه قالَت: يا عبدَ اللهِ مَن أنتَ؟ قال: مِنَ المُهاجِرينَ. قالَتِ: المُهاجِرونَ كَثيرٌ فمِن أيِّهُم أنتَ؟ قال: فقالَ: مِن قُرَيشٍ. قالَت: قُرَيشٌ كَثيرٌ فمِن أيِّهُم أنتَ؟ قال: أنا أبو بكرٍ. قالَت: بأبِى أنتَ وأُمِّى، كان بَينَنا وبَينَ قَومٍ فى الجاهِليَّةِ شَئٌ؛ فحَلَفتُ إنِ اللهُ عافانا ألّا أُكَلِّمَ أحَدًا حَتَى أحُجَّ. قال: إنَّ الإسلامَ هَدَمَ ذَلِكِ فتَكَلَّمِى (١).

٢٠١٢٣ - أخبرَنا الفقيهُ أبو الفَتحِ العُمَرِىُّ، أنبأنا عبدُ الرَّحمَنِ بنُ أبى شُرَيحٍ، أنبأنا أبو القاسِمِ البَغَوِىُّ، حدثنا علىُّ بنُ الجَعدِ، أنبأنا زُهَيرٌ، عن أبى إسحاقَ، عن حارِثَةَ بنِ مُضَرِّبٍ قال: كُنتُ جالِسًا عِندَ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ فجاءَ رَجُلانِ، فسَلَّمَ أحَدُهُما ولَم يُسَلِّمِ الآخَرُ، فقُلنا، أو قال: ما بالُ صاحِبِكَ لَم يُسَلِّمْ؟ قال: إنَّه نَذَرَ صَومًا لا يُكَلِّمُ اليَومَ إنسيًّا. قال عبدُ اللهِ: بئسَما قُلتَ، إنَّما كانَت تِلكَ امرأةً قالَت ذَلِكَ ليَكونَ لها عُذرٌ، وكانوا يُنكِرونَ أن يَكونَ ولدٌ مِن غَيرِ زَوجٍ ولا زِنًا -أو: إلا زِنًا- فسَلِّمْ وأمُرْ بالمَعروفِ وانْهَ عن المُنكَرِ خَيرٌ لَكَ (٢).


(١) أخرجه الفاكهى فى أخبار مكة ٤/ ٢٥٣، ٧/ ٦٣ من طريق يزيد بن أبى زياد به بنحوه.
(٢) فى م: "من ذلك". والحديث عند البغوى فى الجعديات (٢٥٤١)، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ١٠/ ٦٣ لابن أبى حاتم.