كتاب السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي

كتاب أدب القاضى - باب ما يستدل به على أن القضاء وسائر أعمال الولاة مما يكون أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر من فروض الكفايات - ج: 20 - ص: 268

قالوا: فإِن لَم يَستَطِعْ؟ قال: "ليُمسِكْ عن الشَّرِّ؛ فإِنَّ ذَلِكَ له صَدَقَةٌ". لَفظُ حَديثِ أبى داودَ، ولَيسَ في رِوايَةِ سُلَيمانَ: "في كُلِّ يَومٍ". ولا قَولُه: "ويَنهَى عن المُنكَرِ" (١). أخرَجاه في "الصحيح" كما مَضَى (٢).

٢٠٢٣٣ - أخبرَنا عليُّ بنُ محمدِ بنِ علىٍّ المُقرِئُ، أنبأنا الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ إسحاقَ، حدثنا يوسُفُ بنُ يَعقوبَ القاضِى، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ أسماءَ، حدثنا مَهدِىُّ بنُ مَيمونٍ، حدثنا واصِلٌ مَولَى أبى عُيَينَةَ، عن يَحيَى بنِ عُقيلٍ، عن يَحيَى بنِ يَعمَرَ، عن أبى الأسوَدِ الدّيلِىِّ، عن أبى ذَرٍّ قال: قال النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: "يُصبحُ (٣)، على كُلِّ سُلَامَى (٤) مِنكُم صَدَقَةٌ؛ فكُلُّ تَسبيحَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَحميدَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَهليلَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَكبيرَةٍ صَدَقَةٌ، وأمرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، ونَهىٌ عن المُنكَرِ صَدَقَةٌ، ويُجزِئُ مِن (٥) ذَلِكَ رَكعَتانِ يَركَعُهُما مِنَ الضُّحَى" (٦). رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن عبدِ اللهِ ابنِ محمدٍ (٧).

وفِى هذا الكَلامِ كالدِّلالَةِ على أنَّهُما مِن فُروضِ الكِفاياتِ، واللهُ أعلَمُ.

---

(١) الطيالسى (٤٩٧). وتقدم في (٧٨٩٧).
(٢) البخاري (٦٠٢٢)، ومسلم (١٠٠٨). وتقدم عقب (٧٨٩٧).
(٣) سقط من: م.
(٤) في م: "مسلم".
(٥) في م: "عن".
(٦) تقدم في (٤٩٦١، ٧٨٩٩).
(٧) مسلم (٧٢٠/ ٨٤، ١٠٠٦/ ٥٣).