للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كما قالَت بَنو إسرائيلَ لموسَى: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: ٢٤]. والَّذِي بَعَثَكَ بالحَقِّ لَو ضَرَبتَ أكبادَها إلَى بَرْكِ الغِمادِ (١) لاتَّبَعناكَ (٢).

٢٠٣٢٨ - أخبرَنا أبو القاسِمِ عبدُ الرَّحمَنِ بن عُبَيدِ اللهِ الحُرفِيُّ ببَغدادَ، حدثنا حَمزَةُ بن محمدِ بنِ العباسِ، حدثنا محمدُ بن غالِبٍ، حدثنا موسَى بن مَسعودٍ، حدثنا عِكرِمَةُ بن عَمّارٍ، عن أبي زُمَيلٍ، عن ابنِ عباسٍ، عن عُمَرَ بنِ الخطابِ قال: لما كان يَومُ بَدرٍ قال: "ما تَرَونَ في هَؤُلاءِ الأسرَى (٣)؟ ". فقالَ أبو بكرٍ: يا نَبِيَّ الله، بَنو العَمِّ والعَشيرَةِ والإِخوانُ، غَيرَ أنّا نأخُذُ مِنهُمُ الفِداءَ ليَكونَ لَنا قوَّةً على المُشرِكينَ، وعَسَى اللهُ أن يَهديَهُم إلَى الإِسلامِ، ويَكونوا لَنا عَضُدًا. قال: "فماذا تَرَى يا ابنَ الخَطّابِ؟ ". قُلتُ: يا نَبِيَّ الله، ما أرَى الَّذِي رأى أبو بكرٍ، ولَكِن هَؤُلاءِ أئمَّةُ الكُفرِ وصَناديدُهم؛ فقَرِّبْهُم فاضرِبْ أعناقَهُم. قال: فهَوِي رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ما قال أبو بكرٍ، ولَم يَهوَ ما قُلتُ أنا، فأخَذَ مِنهُم الفِداءَ، فلَمّا أصبَحتُ غَدَوتُ على رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وإِذا هو وأبو بكرٍ قاعِدانِ يَبكيانِ فقلتُ: يا نَبِيَّ الله، أخبِرنِي مِن أيِّ شَئٍ تَبكِي أنتَ وصاحِبُكَ؛ فإِن وجَدتُ بُكاءً بَكَيتُ، وِإلَّا تَباكَيتُ لِبُكائكُما. قال: "الَّذِي عَرَضَ عليّ أصحابُكَ،


(١) برك الغماد: مرفأ على الساحل جنوب مكة على قرابة (٦٠٠) كيل، ولها واد يسمى بهذا الاسم. ينظر المعالم الجغرافية ص ٤٤.
(٢) أخرجه أحمد (١٢٠٢٢)، والنسائي في الكبرى (٨٣٤٨، ٨٥٨٠، ١١١٤١). وابن حبان (٤٧٢١) من طريق حميد الطويل به. وقال الذهبي ٨/ ٤٠٩٨: سنده صحيح.
(٣) في نسخة المصنف: "الأسارى".